الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عائشة أنها قالت لم تكن واحدة من نساء النبي صلى الله عليه تناصيني في حسن المنزلة عنده غير زينب بنت جحش .

من حديث ابن إسحاق ، حدثني محمد بن مسلم ، عن عروة ، عن عائشة . قولها : تناصيني : أي تنازعني ، والأصل في المناصاة : أن يختصم اثنان فيأخذ هذا بناصية ذاك وذاك بناصية هذا . يقال : تناصى الرجلان إذا فعلا ذلك .

ومنه حديث عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، أخبرناه محمد بن هاشم ، نا الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب : أن عمر بن الخطاب لما قتل خرج ابنه عبيد الله فقتل الهرمزان وابنة له صغيرة ، ثم أتى جفينة ، فلما أشرف له علاه بالسيف فصلب بين عينيه فأنكر عثمان قتله النفر فثار إليه فتناصيا حتى حجز الناس بينهما ، ثم ثار إليه سعد بن أبي وقاص فتناصيا : أي أخذ كل واحد منهما بناصية صاحبه ، والناصية : الشعر المسترسل على الجبهة ، ومنه الحديث في الخيل أنها معقود [ ص: 580 ] بنواصيها الخير ، وقال عمرو بن معد يكرب :


أعباس لو كانت شيارا جيادنا بتثليث ما ناصيت بعدي الأحامسا

والشيار : السمان ، يقال : اشتارت الإبل إذا سمنت .

التالي السابق


الخدمات العلمية