وقال في حديث أبو سليمان كعب: "أنه سئل هل للأرض من زوج؟ ، فقال: ألم تروا إلى المرأة إذا غاب زوجها تفلجت وتنكبت الزينة، فإذا سمعت به قد أقبل تعطرت وتصنعت، وأن الأرض إذا لم ينزل عليها المطر اربدت واقشعرت".
حدثناه إبراهيم بن فراس، نا نا محمد بن علي بن زيد الصائغ، موسى بن محمد بن حبان البصري، نا عبد الرحمن، نا عن سفيان، يحيى بن هاني، عن أبي جمير الشامي، عن كعب .
هكذا قال قوله: تفلجت، ابن فراس، بالجيم، وأراه غلطا، وإنما هو تقلحت: أي: توسخت من القلح والقلاح، وهو وسخ وصفرة تعلو الأسنان.
[ ص: 8 ]
يقال: رجل أقلح، وامرأة قلحاء، أو تفلحت بمعنى تشققت أطرافها من الفلح، وهو الشق، ومنه قولهم: "الحديد بالحديد يفلح" أي: يشق.
وتفسيره على وجهين: أحدهما: أن الحديد إذا أريد شقه وكسره قطعا لم يقاومه إلا الحديد، ولم يقو على قطعه شيء سواه.
والوجه الآخر: أن الحديد إنما يشق عن موضعه حتى يستخرج من معدنه بالحديد لا بغيره من فلز الأرض.
وقوله: اربدت: أي اغبرت، وعلتها ربدة، وهي لون يخالطها سواد كلون النعام، ولذلك قيل لها الربد.