الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
قال أبو سليمان في حديث شريح: "أنه أتاه رجل وامرأته، فقال الرجل: أين أنت؟ قال: دون الحائط، قال: إني امرؤ من أهل الشام، قال: بعيد بغيض، قال: تزوجت هذه المرأة، قال: بالرفاء والبنين، [ ص: 19 ] قال: فولدت لي غلاما، قال يهنيك الفارس، قال: وأردت بها الخروج إلى الشام، قال: مصاحبا ، قال: وشرطت لها دارها، قال: الشرط أملك، قال: اقض بيننا أصلحك الله، قال: حدث حديثين امرأة، فإن أبت فاربع".  

أخبرناه محمد بن هاشم، نا الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن غير واحد ذكروه.

قوله: "حدث حديثين امرأة"، مثل يضرب للبليد الذي لا يفهم ما يقال له، وهذا يروى على وجهين: يقال: حدث امرأة حديثين، فإن أبت فاربع، أي: قف وأمسك، من قولك: ربع الرجل يربع ربعا، إذا وقف، يقول: إذا كررت الحديث مرتين، فلم تفهم عنك، فأمسك ولا تتعب نفسك، فإنه لا مطمع في إفهامها بعد ذلك.

والوجه الآخر: أن يقال فأربع، مقطوعة الألف، يريد أربع مرات، ورفعه بمعنى أن غايته أربع مرات، أو تمامه أربع مرات، أو نحو هذا من الكلام.

ورووا في هذا عن النضر بن شميل أنه قال: يعاد الكلام للرجل مرتين، ويضاعف للمرأة لنقص عقلها، وقصر فهمها، فيكرر أربعا، ثم لا مزيد عليه.

[ ص: 20 ]

ورأى شريح أنه إذا شرط لها المقام في دارها، فعليه الوفاء به، وأن ليس له نقلها عن بلدها.

التالي السابق


الخدمات العلمية