121 - ( 25 ) - قوله : ومن المندوبات { مستقبلا القبلة : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن بعد الوضوء محمدا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين ، واجعلني من المتطهرين ، سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك } أن يقول . مسلم وأبو داود [ ص: 176 ] ، من حديث وابن حبان ، عن عقبة بن عامر ببعضه : { عمر محمدا عبده ورسوله ، فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء }ورواه من توضأ فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن الترمذي من وجه آخر ، عن وزاد فيه : { عمر }وقال : في إسناده اضطراب ولا يصح فيه شيء كبير ، قلت : لكن رواية اللهم اجعلني من التوابين ، واجعلني من المتطهرين سالمة من هذا الاعتراض ، والزيادة التي عنده رواها مسلم البزار في الأوسط ، من طريق والطبراني ، ولفظه : { ثوبان محمدا رسول الله ، اللهم اجعلني من التوابين ، واجعلني من المتطهرين }الحديث ، ورواه من دعا بوضوء فتوضأ ، فساعة فرغ من وضوئه يقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن من حديث ابن ماجه . أنس
وأما قوله : { }إلى آخره فرواه سبحانك اللهم في عمل اليوم والليلة ، النسائي في المستدرك من حديث والحاكم ، بلفظ : { أبي سعيد الخدري }واختلف في وقفه ورفعه ، وصحح من توضأ فقال : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ، ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة الموقوف ، وضعف النسائي الحازمي الرواية المرفوعة ، لأن قال في الأوسط : لم يرفعه عن الطبراني ; إلا شعبة يحيى بن كثير ، قلت : رواه أبو إسحاق المزكي في الجزء الثاني تخريج له ، من طريق الدارقطني ، عن روح بن القاسم ، وقال : تفرد به شعبة ، عن عيسى بن شعيب ، قلت : ورجح روح بن القاسم في العلل : الرواية الموقوفة أيضا . [ ص: 177 ] تنبيهان ) أحدهما : قول الدارقطني الرافعي : مستقبل القبلة لم يرد في الأحاديث التي قدمناها ، لكن يستأنس لها بما في لفظ رواية ، عن البزار ، { ثوبان }الحديث ، قال من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم رفع طرفه إلى السماء ابن دقيق العيد في شرح الإلمام : رفع الطرف إلى السماء ، للتوجه إلى قبلة الدعاء ، ومهابط الوحي ، ومصادر تصرف الملائكة .
الثاني : قال النووي في الأذكار والخلاصة : إن حديث هذا ضعيف . وقال في شرح المهذب : رواه أبي سعيد في عمل اليوم والليلة ، بإسناد غريب ضعيف ، رواه مرفوعا وموقوفا عن النسائي ، وكلاهما ضعيف ، هذا لفظه ، فأما المرفوع : فيمكن أن يضعف بالاختلاف والشذوذ ، وأما الموقوف فلا شك ولا ريب في صحته ، فإن أبي سعيد قال فيه : حدثنا النسائي محمد بن بشار ، ثنا يحيى بن كثير ، ثنا ، ثنا شعبة أبو هاشم ، وقال : ثنا ابن أبي شيبة ، ثنا وكيع سفيان ، عن أبي هاشم الواسطي ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، عنه وهؤلاء من رواة الصحيحين ، فلا معنى لحكمه عليه بالضعف ، والله أعلم