( فصل ) :
وأما فالعقل فقط ; فيعزر شرط وجوبه ، سواء كان حرا أو عبدا ، ذكرا أو أنثى ، مسلما أو كافرا ، بالغا أو صبيا ، بعد أن يكون عاقلا ; لأن هؤلاء من أهل العقوبة ، إلا الصبي العاقل فإنه [ ص: 64 ] يعزر تأديبا لا عقوبة ; لأنه من أهل التأديب ، ألا ترى إلى ما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : { كل عاقل ارتكب جناية ليس لها حد مقدر } وذلك بطريق التأديب والتهذيب لا بطريق العقوبة ; لأنها تستدعي الجناية ، وفعل الصبي لا يوصف بكونه جناية ، بخلاف المجنون والصبي الذي لا يعقل ; لأنهما ليسا من أهل العقوبة ولا من أهل التأديب . مروا صبيانكم بالصلاة ; إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها ; إذا بلغوا عشرا