جرم : الجرم : القطع . جرمه يجرمه جرما : قطعه . وشجرة جريمة : مقطوعة . وجرم النخل والتمر يجرمه جرما وجراما وجراما واجترمه : صرمه ; عن اللحياني ، فهو جارم ، وقوم جرم وجرام وتمر جريم : مجروم . وأجرم : حان جرامه ; وقول ساعدة بن جؤية :
ساد تجرم في البضيع ثمانيا يلوي بعيقات البحار ويجنب
يقول : قطع ثماني ليال مقيما في البضيع يشرب الماء ; والجريم : النوى ، واحدته جريمة وهو الجرام أيضا ; قال : ولم أسمع للجرام بواحد ، وقيل : الجريم والجرام - بالفتح - التمر اليابس ; قال : ابن سيدهيرى مجدا ومكرمة وعزا إذا عشى الصديق جريم تمر
مفج الحوامي عن نسور كأنها نوى القسب ترت عن جريم ملجلج
علون بأنطاكية فوق عقمة كجرمة نخل أو كجنة يثرب
تعد علي الذنب إن ظفرت به وإلا تجد ذنبا علي تجرم
قد يعتزى الهجران بالتجرم
وقالوا : اجترم الذنب فعدوه ; قال الشاعر أنشده ثعلب :وترى اللبيب محسدا لم يجترم عرض الرجال وعرضه مشتوم
ألا لا تبالي حرب قوم تجرموا
قال : معناه تجرموا الذنوب علينا . والجرمة : الجرم ، وكذلك الجريمة ; قال الشاعر :فإن مولاي ذو يعيرني لا إحنة عنده ولا جرمه
[ ص: 130 ]
ولا معشر شوس العيون كأنهم إلي ولم أجرم بهم طالبو ذحل
ولا الجارم الجاني عليهم بمسلم
قال : وقوله - عز وجل - : ولا يجرمنكم شنآن قوم ، قال الفراء : القراء قرءوا ولا يجرمنكم ، وقرأها يحيى بن وثاب والأعمش ولا يجرمنكم من أجرمت ، وكلام العرب - بفتح الياء - وجاء في التفسير : ولا يحملنكم بغض قوم أن تعتدوا ، قال : وسمعت العرب يقولون فلان جريمة أهله أي : كاسبهم . وخرج يجرم أهله أي : يكسبهم ، والمعنى فيهما متقارب لا يكسبنكم بغض قوم أن تعتدوا . وجرم يجرم واجترم : كسب ; وأنشد أبو عبيدة للهيردان السعدي أحد لصوص بني سعد :طريد عشيرة ورهين جرم بما جرمت يدي وجنى لساني
جريمة ناهض في رأس نيق ترى لعظام ما جمعت صليبا
جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
يقول : حق لها . قال أبو العباس : أما قوله لا يحقن لكم ، فإنما أحققت الشيء إذا لم يكن حقا فجعلته حقا ، وإنما معنى الآية ، والله أعلم ، في التفسير لا يحملنكم ولا يكسبنكم ، وقيل في قوله : ولا يجرمنكم ، قال : لا يحملنكم ; وأنشد بيت أبي أسماء . والجرم - بالكسر - : الجسد ، والجمع القليل أجرام ; قال : يزيد بن الحكم الثقفيوكم موطن لولاي طحت كما هوى بأجرامه من قلة النيق منهوي
ماذا تقول لأشياخ أولي جرم سود الوجوه كأمثال الملاحيب
وقد تزدري العين الفتى وهو عاقل ويؤمن بعض القوم وهو جريم
لأستل منه الضغن حتى استللته وقد كان ذا ضغن يضيق به الجرم
ولكن حمى أضرعتني ثلاثة مجرمة ثم استمرت بنا غبا
دمن تجرم بعد عهد أنيسها حجج خلون حلالها وحرامها
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
فرفعوا فزارة وقالوا : نجعل الفعل لفزارة كأنها بمنزلة حق لها أو حق لها أن تغضب ، قال : وفزارة منصوب في البيت . المعنى جرمتهم الطعنة الغضب أي : كسبتهم . وقال غير الفراء : حقيقة معنى لا جرم أن لا نفي ههنا لما ظنوا أنه ينفعهم ; فرد ذلك عليهم فقيل : لا ينفعهم ذلك ، ثم ابتدأ فقال : جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون ; أي : كسب ذلك العمل لهم الخسران ، وكذلك قوله : لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون ; المعنى لا ينفعهم ذلك ، ثم ابتدأ فقال : جرم إفكهم وكذبهم لهم عذاب النار أي : كسب لهم عذابها . قال الأزهري : وهذا من أبين ما قيل فيه . الجوهري : قال الفراء لا جرم كلمة كانت في الأصل بمنزلة لا بد ولا محالة ، فجرت على ذلك وكثرت حتى تحولت إلى معنى القسم وصارت بمنزلة حقا ، فلذلك يجاب عنها باللام كما يجاب بها عن القسم ، ألا تراهم يقولون لا جرم لآتينك ؟ قال : وليس قول من قال جرمت حققت بشيء ، وإنما لبس عليه الشاعر أبو أسماء بقوله : جرمت فزارة ، وقال أبو عبيدة : أحقت عليهم الغضب أي : أحقت الطعنة فزارة أن يغضبوا ، وحقت أيضا : من قولهم لا جرم لأفعلن كذا أي : حقا ; قال : وهذا القول رد على ابن بري والخليل ; لأنهما قدراه أحقت فزارة الغضب أي : بالغضب فأسقط الباء ، قال : وفي قول سيبويه الفراء لا يحتاج إلى إسقاط حرف الجر فيه ; لأن تقديره عنده كسبت فزارة الغضب عليك ، قال : والبيت لأبي أسماء بن الضريبة ويقال لعطية بن عفيف وصوابه : ولقد طعنت أبا عيينة - بفتح التاء - ; لأنه يخاطب كرزا العقيلي ويرثيه ; وقبل البيت :يا كرز إنك قد قتلت بفارس بطل إذا هاب الكماة وجببوا
يا أم عمرو بيني لا أو نعم إن تصرمي فراحة ممن صرم
أو تصلي الحبل فقد رث ورم قلت لها بيني فقالت لا جرم
أن الفراق اليوم واليوم ظلم
إن كلابا والدي لا ذا جرم
وفي حديث قيس بن عاصم : لا جرم لأفلن حدها ; قال ابن الأثير : هذه كلمة ترد بمعنى تحقيق الشيء ، وقد اختلف في تقديرها فقيل : أصلها التبرئة بمعنى لا بد ، وقد استعملت في معنى حقا ، وقيل : جرم بمعنى كسب ، وقيل : بمعنى وجب وحق ولا رد لما قبلها من الكلام ، ثم يبتدأ بها كقوله تعالى : لا جرم أن لهم النار ; أي : ليس الأمر كما قالوا ، ثم ابتدأ وقال : وجب لهم النار . والجرم : الحر ، فارسي معرب . وأرض جرم : حارة ، وقال أبو حنيفة : دفيئة ، والجمع جروم ، وقال : أرض جرم توصف بالحر ، وهو دخيل . ابن دريد الليث : الجرم نقيض الصرد ; يقال : هذه أرض جرم وهذه أرض صرد ، وهما دخيلان في الحر والبرد . الجوهري : والجروم من البلاد خلاف الصرود . والجرم : زورق من زوارق اليمن ، والجمع من كل ذلك جروم . والمد يدعى بالحجاز : جريما . يقال : أعطيته كذا وكذا جريما من الطعام . وجرم : بطنان بطن في قضاعة ، وهو جرم بن زيان ، والآخر في طيء . وبنو جارم : بطنان بطن في بني ضبة ، والآخر في بني سعد . الليث : جرم قبيلة من اليمن ، وبنو جارم : قوم من العرب ; وقال :إذا ما رأت حربا عب الشمس شمرت إلى رملها والجارمي عميدها