الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جزم ]

                                                          جزم : الجزم : القطع . جزمت الشيء أجزمه جزما : قطعته . وجزمت اليمين جزما : أمضيتها ، وحلف يمينا حتما جزما . وكل أمر قطعته قطعا لا عودة فيه فقد جزمته . وجزمت ما بيني وبينه أي : قطعته ، ومنه جزم الحرف ، وهو في الإعراب كالسكون في البناء ، تقول جزمت الحرف فانجزم . الليث : الجزم عزيمة في النحو في الفعل فالحرف المجزوم آخره لا إعراب له . ومن القراءة أن تجزم الكلام جزما بوضع الحروف مواضعها في بيان ومهل . والجزم : الحرف إذا سكن آخره . المبرد : إنما سمي الجزم في النحو جزما ; لأن الجزم في كلام العرب القطع . يقال : افعل ذلك جزما ، فكأنه قطع الإعراب عن الحرف . ابن سيده : الجزم إسكان الحرف عن حركته من الإعراب من ذلك لقصوره عن حظه منه وانقطاعه عن الحركة ومد الصوت بها للإعراب ، فإن كان السكون في موضوع الكلمة وأوليتها لم يسم جزما ; لأنه لم يكن لها حظ فقصرت عنه . وفي حديث النخعي : التكبير جزم ، والتسليم جزم ; أراد أنهما لا يمدان ولا يعرب آخر حروفهما ، ولكن يسكن فيقال : الله أكبر ، إذا وقف عليه ، ولا يقال الله أكبر في الوقف . الجوهري : والعرب تسمي خطنا هذا جزما . ابن سيده : والجزم هذا الخط المؤلف من حروف المعجم ; قال أبو حاتم : سمي جزما لأنه جزم عن المسند ، وهو خط حمير في أيام ملكهم ، أي : قطع . وجزم على الأمر ، وجزم : سكت . وجزم عن الشيء : عجز وجبن . وجزم القوم إذا عجزوا . وبقيت مجزما : منقطعا ; قال :


                                                          ولكني مضيت ولم أجزم [ ص: 143 ] وكان الصبر عادة أولينا

                                                          والجزم من الخط : تسوية الحرف . وقلم جزم : لا حرف له . وجزم القراءة جزما : وضع الحروف مواضعها في بيان ومهل . وجزمت القربة : ملأتها ، والتجزيم مثله . وسقاء جازم ومجزم : ممتلئ قال :


                                                          جذلان يسر جلة مكنوزة     دسماء بحونة ووطبا مجزما

                                                          وقد جزمه جزما ; قال صخر الغي :


                                                          فلما جزمت بها قربتي     تيممت أطرقة أو خليفا

                                                          والخليف : طريق بين جبلين . وجزمه : كجزمه . ويقال للسقاء مجزم ، وجمعه مجازم . والجزمة : الأكلة الواحدة . وجزم يجزم جزما : أكل أكلة تملأ عنها ; عن ابن الأعرابي . وقال ثعلب : جزم إذا أكل أكلة في كل يوم وليلة . وجزم النخل يجزمه جزما واجتزمه : خرصه وحزره ; وقد روي بيت الأعشى :


                                                          هو الواهب المائة المصطفا     ة كالنخل طاف بها المجتزم

                                                          - بالزاي - مكان المجترم - بالراء - قال الطوسي : قلت لأبي عمرو لم قال طاف بها المجترم ؟ فتبسم وقال : أراد أنه يهبها عشارا في بطونها أولادها قد بلغت أن تنتج كالنخل التي بلغت أن تجترم ، أي : تصرم ، فالجارم يطوف بها لصرمها . ويقال : اجتزمت النخلة اشتريت تمرها فقط . وقال أبو حنيفة : الاجتزام شراء النخل إذا أرطب . واجتزم فلان حظيرة فلان إذا اشتراها ، قال : وهي لغة أهل اليمامة . واجتزم فلان نخل فلان فأجزمه إذا ابتاعه منه فباعه . وجزم من نخله جزما أي : نصيبا . ابن الأعرابي : إذا باع الثمرة في أكمامها بالدراهم فذلك الجزم . والجزم : شيء يدخل في حياء الناقة لتحسبه ولدها فترأمه كالدرجة . وجزم بسلحه : أخرج بعضه ، وبقي بعضه ، وقيل : جزم بسلحه خذف . وتجزمت العصا : تشققت كتهزمت . والجزم من الأمور : الذي يأتي قبل حينه ، والوزم الذي يأتي في حينه . والجزمة - بالكسر - من الماشية : المائة فما زادت ، وقيل : هي من العشرة إلى الأربعين ، وقيل : الجزمة من الإبل خاصة نحو الصرمة . الجوهري : الجزمة - بالكسر - الصرمة من الإبل والفرقة من الضأن . ويقال : جزم البعير فما يبرح ، وانجزم العظم إذا انكسر . الفراء : جزمت الإبل إذا رويت من الماء ، وبعير جازم وإبل جوازم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية