الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جزل ]

                                                          جزل : الجزل : الحطب اليابس ، وقيل الغليظ ، وقيل ما عظم من الحطب ، ويبس ثم كثر استعماله حتى صار كل ما كثر جزلا ; وأنشد أحمد بن يحيى :


                                                          فويها لقدرك ويها لها إذا اختير في المحل جزل الحطب

                                                          وفي الحديث : اجمعوا لي حطبا جزلا ، أي : غليظا قويا . ورجل جزل الرأي ، وامرأة جزلة ، بينة الجزالة : جيدة الرأي . وما أبين الجزالة فيه أي : جودة الرأي . وفي حديث موعظة النساء : قالت امرأة منهن جزلة أي : تامة الخلق ، قال : ويجوز أن تكون ذات كلام جزل ، أي : قوي شديد . واللفظ الجزل : خلاف الركيك . ورجل جزل : ثقف عاقل أصيل الرأي ، والأنثى جزلة وجزلاء . قال ابن سيده : وليست الأخيرة بثبت . والجزلة من النساء : العظيمة العجيزة ، والاسم من ذلك كله الجزالة . وامرأة جزلة : ذات أرداف وثيرة . والجزيل : العظيم . وأجزلت له من العطاء أي : أكثرت . وعطاء جزل وجزيل إذا كان كثيرا . وقد أجزل له العطاء إذا عظم ، والجمع جزال . والجزلة : البقية من الرغيف والوطب والإناء والجلة ، وقيل : هو نصف الجلة . ابن الأعرابي : بقي في الإناء جزلة ، وفي الجلة جزلة ، ومن الرغيف جزلة ، أي : قطعة . ابن سيده : الجزلة - بالكسر - القطعة العظيمة من التمر . وجزله بالسيف : قطعه جزلتين أي : نصفين . والجزل : القطع . وجزلت الصيد جزلا : قطعته باثنتين . ويقال : ضرب الصيد فجزله جزلتين أي : قطعه قطعتين . وجزل يجزل إذا قطع . وفي حديث الدجال : يضرب رجلا بالسيف فيقطعه جزلتين ; الجزلة - بالكسر - : القطعة ، و - بالفتح - المصدر . وفي حديث خالد : لما انتهى إلى العزى ليقطعها فجزلها باثنتين . وجاء زمن الجزال والجزال أي : زمن الصرام للنخل ; قال :


                                                          حتى إذا ما حان من جزالها     وحطت الجرام من جلالها

                                                          والجزل : أن يقطع القتب غارب البعير ، وقد جزله يجزله جزلا وأجزله ، وقيل : الجزل أن يصيب الغارب دبرة فيخرج منه عظم ويشد فيطمئن موضعه ; جزل البعير يجزل جزلا وهو أجزل ; قال أبو النجم :


                                                          يأتي لها من أيمن وأشمل     وهي حيال الفرقدين تعتلي
                                                          تغادر الصمد كظهر الأجزل

                                                          وقيل : الأجزل الذي تبرأ دبرته ، ولا ينبت في موضعها وبر ، وقيل : هو الذي هجمت دبرته على جوفه ، وجزله القتب يجزله جزلا وأجزله : فعل به ذلك . ويقال : جزل غارب البعير ، فهو مجزول مثل جزل ; قال جرير :


                                                          منع الأخيطل أن يسامي عزنا     شرف أجب وغارب مجزول

                                                          والجزل في زحاف الكامل : إسكان الثاني من متفاعلن ، وإسقاط الرابع ، فيبقى متفعلن ، وهو بناء غير منقول فينقل إلى بناء مقول منقول ، وهو مفتعلن ; وبيته :


                                                          منزلة صم صداها وعفت     أرسمها إن سئلت لم تجب

                                                          وقد جزله يجزله جزلا . قال أبو إسحاق : سمي مجزولا ; لأن رابعه وسطه فشبه بالسنام المجزول . والجزل : نبات عن كراع . وبنو جزيلة : بطن . وجزالى - مقصور - : موضع . والجوزل : فرخ الحمام ، وعم به أبو عبيد جميع نوع الفراخ ; قال الراجز :


                                                          يتبعن ورقاء كلون الجوزل

                                                          وجمعه الجوازل ; قال ذو الرمة :


                                                          سوى ما أصاب الذئب منه وسربة     أطافت به من أمهات الجوازل

                                                          وربما سمي الشاب جوزلا . والجوزل : السم ; قال ابن مقبل يصف ناقة :


                                                          إذا الملويات بالمسوح لقينها     سقتهن كأسا من ذعاق وجوزلا

                                                          قال الأزهري : قال شمر : لم أسمعه لغير أبي عمرو ، وحكاه ابن سيده أيضا ، وقال ابن بري في شرح بيت ابن مقبل : هي النوق التي تطير مسوحها من نشاطها . والجوزل : الربو والبهر . والجوزل من النوق : التي إذا أرادت المشي وقعت من الهزال

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية