الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جشأ ]

                                                          جشأ : جشأت نفسه تجشأ جشوءا : ارتفعت ونهضت إليه وجاشت من حزن أو فزع . وجشأت : ثارت للقيء . شمر : جشأت نفسي وخبثت ولقست واحد . ابن شميل : جشأت إلي نفسي أي : خبثت من الوجع مما تكره ، تجشأ ; وأنشد :


                                                          وقولي كلما جشأت لنفسي مكانك تحمدي أو تستريحي

                                                          يريد تطلعت ونهضت جزعا وكراهة . وفي حديث الحسن : جشأت الروم على عهد عمر أي : نهضت وأقبلت من بلادها ، وهو من جشأت نفسي إذا نهضت من حزن أو فزع . وجشأ الرجل إذا نهض من أرض إلى أرض . وفي حديث علي - كرم الله وجهه - : فجشأ على نفسه ، قال ثعلب : معناه ضيق عليها . ابن الأعرابي : الجشء : الكثير . وقد جشأ الليل والبحر إذا أظلم وأشرف عليك . وجشاء الليل والبحر : دفعته . والتجشؤ : تنفس المعدة عند الامتلاء . وجشأت المعدة وتجشأت : تنفست ، والاسم الجشاء - ممدود - على وزن فعال كأنه من باب العطاس والدوار والبوال . وكان علي بن حمزة يقول ذلك ، وقال : إنما الجشأة هبوب الريح عند الفجر . والجشأة على مثال الهمزة : الجشأة ; قال الراجز :


                                                          في جشأة من جشآت الفجر

                                                          قال ابن بري : والذي ذكره أبو زيد : جشأة - بتسكين الشين - وهذا مستعار للفجر من الجشأة عن الطعام ; وقال علي بن حمزة : إنما الجشأة هبوب الريح عند الفجر . وتجشأ تجشؤا ، والتجشئة مثله . قال أبو محمد الفقعسي :


                                                          ولم تبت حمى به توصمه     ولم يجشئ عن طعام يبشمه

                                                          وجشأت الغنم : وهو صوت تخرجه من حلوقها ; وقال امرؤ القيس :


                                                          إذا جشأت سمعت لها ثغاء     كأن الحي صبحهم نعي

                                                          قال : ومنه اشتق تجشأت .

                                                          والجشء : القضيب ، وقوس جشء : مرنة خفيفة ، والجمع أجشاء وجشآت . وفي الصحاح : الجشء : القوس الخفيفة ; وقالالليث : هي ذات الإرنان ، في صوتها وقسي أجشاء وجشآت ; وأنشد لأبي ذؤيب :


                                                          ونميمة من قانص متلبب     في كفه جشء أجش وأقطع

                                                          وقال الأصمعي : هو القضيب من النبع الخفيف . وسهم جشء : خفيف ، حكاه يعقوب في المبدل ; وأنشد :


                                                          ولو دعا ناصره لقيطا     لذاق جشأ لم يكن مليطا

                                                          المليط : الذي لا ريش عليه . وجشأ فلان عن الطعام : إذا اتخم فكره الطعام . وقد جشأت نفسه ، فما تشتهي طعاما ، تجشأ . وجشأت الوحش : ثارت ثورة واحدة . وجشأ القوم من بلد إلى بلد : خرجوا ، وقال العجاج :


                                                          أحراس ناس جشئوا وملت     أرضا وأحوال الجبان أهولت

                                                          جشئوا : نهضوا من أرض إلى أرض ، يعني الناس . وملت أرضا ; وأهولت : اشتد هولها . واجتشأ البلاد واجتشأته : لم توافقه ، كأنه من جشأت نفسي .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية