جلب : الجلب : سوق الشيء من موضع إلى آخر . جلبه يجلبه ويجلبه جلبا وجلبا واجتلبه وجلبت الشيء إلى نفسي واجتلبته ، بمعنى . وقوله أنشده : ابن الأعرابي
يا أيها الزاعم أني أجتلب
فسره فقال : معناه أجتلب شعري من غيري أي : أسوقه وأستمده . ويقوي ذلك قول جرير :ألم تعلم مسرحي القوافي فلا عيا بهن ولا اجتلابا
فليت سويدا راء من فر منهم ومن خر إذ يحدونهم كالجلائب
خفاهن من أنفاقهن كأنما خفاهن ودق من عشي مجلب
بحية قفر في وجار مقيمة تنمى بها سوق المنى والجوالب
جلبنانة ورهاء تخصي حمارها بفي من بغى خيرا إليها الجلامد
نظرت وصحبتي بخنيصرات [ ص: 169 ] وجلب الليل يطرده النهار
عافاك ربي من قروح جلب بعد نتوض الجلد والتقوب
إذا ما السماء لم تكن غير جلبة كجلدة بيت العنكبوت تنيرها
لا يسمحون إذا ما جلبة أزمت وليس جارهم فيها بمختار
كأنما بين لحييه ولبته من جلبة الجوع جيار وإرزيز
أمر ونحي من صلبه كتنحية القتب المجلب
بغوج لبانه يتم بريمه على نفث راق خشية العين مجلب
عاليت أنساعي وجلب الكور على سراة رائح ممطور
بل خلت أعلاقي وجلب كوري
وأعلاقي جمع علق ، والعلق : النفيس من كل شيء . والأنساع : الحبال ، واحدها نسع . والسراة : الظهر . وأراد بالرائح الممطور الثور الوحشي . وجلب الرحل وجلبه : أحناؤه . والتجليب : أن تؤخذ صوفة ، فتلقى على خلف الناقة ثم تطلى بطين ، أو عجين ، لئلا ينهزها الفصيل . يقال جلب ضرع حلوبتك . ويقال : جلبته عن كذا وكذا تجليبا أي : منعته . ويقال : إنه لفي جلبة صدق أي : في بقعة صدق ، وهي الجلب . والجلب : الجناية على الإنسان . وكذلك الأجل . وقد جلب عليه وجنى عليه وأجل . والتجلب : التماس المرعى ما كان رطبا من الكلأ ، رواه - بالجيم - كأنه معنى إحنائه . والجلب والجلب : السحاب الذي لا ماء فيه ; وقيل : سحاب رقيق لا ماء فيه ، وقيل : هو السحاب المعترض تراه كأنه جبل . قال تأبط شرا :ولست بجلب جلب ليل وقرة ولا بصفا صلد عن الخير معزل
على تلك إجرياي وهي ضريبتي ولو أجلبوا طرا علي وأحلبوا
تمشي النسور إليه وهي لاهية مشي العذارى عليهن الجلابيب
كل امرئ بطوال العيش مكذوب وكل من غالب الأيام مغلوب
حتى اكتسى الرأس قناعا أشهبا أكره جلباب لمن تجلببا
والعيش داج كنفا جلبابه
وقال آخر :مجلبب من سواد الليل جلبابا
والمصدر : الجلببة ، ولم تدغم ; لأنها ملحقة بدحرجة . وجلببه إياه . قال : جعل ابن جني الخليل باء جلبب الأولى كواو جهور ودهور ، وجعل يونس الثانية كياء سلقيت وجعبيت . قال : وهذا قدر من الحجاج مختصر ليس بقاطع ، وإنما فيه الأنس بالنظير لا القطع باليقين ; ولكن من أحسن ما يقال في ذلك ما كان أبو علي - رحمه الله - يحتج به لكون الثاني هو الزائد قولهم : اقعنسس واسحنكك ; قال أبو علي : ووجه الدلالة من ذلك أن نون افعنلل ، بابها ، إذا وقعت في ذوات الأربعة ، أن تكون بين أصلين نحو احرنجم واخرنطم ، فاقعنسس ملحق بذلك ، فيجب أن يحتذى به طريق ما ألحق بمثاله ، فلتكن السين الأولى أصلا كما أن الطاء المقابلة لها من اخرنطم أصل ، وإذا كانت السين الأولى من اقعنسس أصلا كانت الثانية الزائدة من غير ارتياب ولا شبهة . وفي حديث علي : من أحبنا أهل البيت ; فليعد للفقر جلبابا وتجفافا . : الجلباب : الإزار ; قال : ومعنى قوله : فليعد للفقر ، يريد لفقر الآخرة ونحو ذلك . قال ابن الأعرابي أبو عبيد ; قال الأزهري : معنى قول الجلباب الإزار لم يرد به إزار الحقو ، ولكنه أراد إزارا يشتمل به ، فيجلل جميع الجسد ; وكذلك إزار الليل ، وهو الثوب السابغ الذي يشتمل به النائم ، فيغطي جسده كله . وقال ابن الأعرابي ابن الأثير : أي : ليزهد في الدنيا ، وليصبر على الفقر والقلة . والجلباب أيضا : الرداء ، وقيل : هو كالمقنعة تغطي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها ، والجمع جلابيب ; كنى به عن الصبر ; لأنه يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن ، وقيل : إنما كنى بالجلباب عن اشتماله بالفقر أي : فليلبس إزار الفقر ، ويكون منه على حالة تعمه وتشمله ; لأن الغنى من أحوال أهل الدنيا ، ولا يتهيأ الجمع بين حب أهل الدنيا وحب أهل البيت . والجلباب : الملك . والجلباب : مثل به ، ولم يفسره أحد . قال سيبويه : وأظنه يعني الجلباب . والجلاب : ماء الورد ، فارسي معرب . وفي حديث السيرافي عائشة - رضي الله عنها - : . قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء مثل الجلاب ، فأخذ بكفه ، فبدأ بشق رأسه الأيمن ثم الأيسر ، فقال بهما على وسط رأسه أبو منصور : أراد بالجلاب ماء الورد ، وهو فارسي معرب ، يقال له جل وآب . وقال بعض أصحاب المعاني والحديث : إنما هو الحلاب لا الجلاب ، وهو ما يحلب فيه الغنم كالمحلب سواء ، فصحف ، فقال : جلاب ، يعني أنه كان يغتسل من الجنابة في ذلك الحلاب . والجلبان : الخلر ، وهو شيء يشبه الماش . التهذيب : والجلبان الملك ، الواحدة جلبانة ، وهو حب أغبر أكدر على لون الماش ، إلا أنه أشد كدرة منه وأعظم جرما يطبخ . وفي حديث مالك : تؤخذ الزكاة من الجلبان ، هو بالتخفيف حب كالماش . والجلبان من القطاني : - معروف - . قال أبو حنيفة : لم أسمعه من الأعراب إلا - بالتشديد - وما أكثر من يخففه . قال : ولعل التخفيف لغة . والينجلب : خرزة يؤخذ بها الرجال . حكى اللحياني عن العامرية أنهن يقلن :أخذته بالينجلب فلا يرم ولا يغب
ولا يزل عند الطنب