جمع : جمع الشيء عن تفرقة يجمعه جمعا وجمعه وأجمعه فاجتمع واجدمع ، وهي مضارعة ، وكذلك تجمع واستجمع . والمجموع : الذي جمع من ههنا وههنا وإن لم يجعل كالشيء الواحد . واستجمع السيل : اجتمع من كل موضع . وجمعت الشيء إذا جئت به من ههنا وههنا . وتجمع القوم : اجتمعوا أيضا من ههنا وههنا . ومتجمع البيداء : معظمها ومحتفلها ; قال محمد بن شحاذ الضبي :
في فتية كلما تجمعت ال بيداء لم يهلعوا ولم يخموا
أراد ولم يخيموا ، فحذف ولم يحفل بالحركة التي من شأنها أن ترد المحذوف ههنا ، وهذا لا يوجبه القياس ; إنما هو شاذ ، ورجل مجمع وجماع . والجمع : اسم لجماعة الناس . والجمع : مصدر قولك : جمعت الشيء . والجمع : المجتمعون وجمعه جموع . والجماعة والجميع والمجمع والمجمعة : كالجمع ، وقد استعملوا ذلك في غير الناس حتى قالوا : جماعة الشجر وجماعة النبات . وقرأ عبد الله بن مسلم : حتى أبلغ مجمع البحرين ; وهو نادر كالمشرق والمغرب ، أعني أنه شذ في باب فعل يفعل كما شذ المشرق والمغرب ونحوهما من الشاذ في باب فعل يفعل ، والموضع مجمع ومجمع ، مثال مطلع ومطلع ، وقوم جميع : مجتمعون . والمجمع : يكون اسما للناس وللموضع الذي يجتمعون فيه . وفي الحديث : فضرب بيده مجمع بين عنقي وكتفي ؛ أي : حيث يجتمعان ، وكذلك مجمع البحرين ملتقاهما . ويقال : أدام الله جمعة ما بينكما كما تقول : أدام الله ألفة ما بينكما . وأمر جامع : يجمع الناس . وفي التنزيل : وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ; قال : قال بعضهم كان ذلك في الجمعة ، قال : هو ، والله أعلم ، أن الله - عز وجل - أمر المؤمنين إذا كانوا مع نبيه - صلى الله عليه وسلم - فيما يحتاج إلى الجماعة فيه نحو الحرب وشبهها مما يحتاج إلى الجمع فيه لم يذهبوا حتى يستأذنوه . وقول الزجاج - رضي الله عنه - : عجبت لمن لاحن الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم ; معناه كيف لا يقتصر على الإيجاز ويترك الفضول من الكلام ، وهو من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : عمر بن عبد العزيز ; يعني القرآن ، وما جمع الله - عز وجل - بلطفه من المعاني الجمة في الألفاظ القليلة ، كقوله - عز وجل - : أوتيت جوامع الكلم خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين . وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - : ؛ أي : أنه كان كثير المعاني ، قليل الألفاظ . وفي الحديث : أنه كان يتكلم بجوامع الكلم ; هي التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة أو تجمع الثناء على الله تعالى وآداب المسألة . وفي الحديث : قال له : كان يستحب الجوامع من الدعاء إذا زلزلت ؛ أي : أنها تجمع أشياء من الخير والشر ، لقوله تعالى فيها : أقرئني سورة جامعة ، فأقرأه : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره . وفي الحديث : ، الجماع ما جمع عددا ؛ أي : كلمة تجمع كلمات . وفي أسماء الله الحسنى : الجامع ; قال حدثني بكلمة تكون جماعا فقال : اتق الله فيما تعلم ابن الأثير : هو الذي يجمع الخلائق ليوم الحساب ، وقيل : هو المؤلف بين المتماثلات والمتضادات في الوجود ; وقول امرئ القيس :فلو أنها نفس تموت جميعة ولكنها نفس تساقط أنفسا
فقدتك من نفس شعاع فإنني نهيتك عن هذا وأنت جميع
في جميع حافظي عوراتهم لا يهمون بإدعاق الشلل
عريت وكان بها الجميع فأبكروا منها فغودر نؤيها وثمامها
لا مال إلا إبل جماعه مشربها الجية أو نقاعه
وتوقد ناركم شررا ويرفع [ ص: 197 ] لكم في كل مجمعة لواء
بات إلى نيسب خل خادع وعث النهاض قاطع المجامع
بالأم أحيانا وبالمشايع
قد ساد وهو فتى حتى إذا بلغت أشده وعلا في الأمر واجتمعا
فقلت انجوا عنها نجا الجلد إنه سيرضيكما منها سنام وغاربه
ورأس كجماع الثريا ومشفر كسبت اليماني قده لم يجرد
ونهب كجماع الثريا حويته غشاشا بمجتاب الصفاقين خيفق
حتى انتهينا ولنا غاية من بين جمع غير جماع
وما فعلت بي ذاك حتى تركتها تقلب رأسا مثل جمعي عاريا
وردناه في مجرى سهيل يمانيا بصعر البرى ما بين جمع وخادج
تهل وتسعى بالمصابيح وسطها لها أمر حزم لا يفرق مجمع
يا ليت شعري والمنى لا تنفع هل أغدون يوما وأمري مجمع
يا ليت بعلك قد غدا متقلدا سيفا ورمحا
فكأنها بالجزع بين نبايع وأولات ذي العرجاء نهب مجمع
وأجمعت الهواجر كل رجع من الأجماد والدمث البثاء
يا ليتني شاهد فحواء دعوته إذا قريش تبغي الحق خذلانا
فبات بجمع ثم آب إلى منى فأصبح رادا يبتغي المزج بالسحل
ومستجمع جريا وليس ببارح تباريه في ضاحي المتان سواعده
ولو كبلت في ساعدي الجوامع
وأجمع الناقة وبها : صر أخلافها جمع ، وكذلك أكمش بها . وجمعت الدجاجة تجميعا إذا جمعت بيضها في بطنها . وأرض مجمعة : جدب لا تفرق فيها الركاب لرعي . والجامع : البطن - يمانية . والجمع : الدقل . يقال : ما أكثر الجمع في أرض بني فلان لنخل خرج من النوى لا يعرف اسمه . وفي الحديث : . قال أنه أتي بتمر جنيب فقال : من أين لكم هذا ؟ قالوا : إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فلا تفعلوا ، بع الجمع بالدراهم ، وابتع بالدراهم جنيبا : كل لون من النخل لا يعرف اسمه فهو جمع . يقال : قد كثر الجمع في أرض فلان لنخل يخرج من النوى ، وقيل : الجمع تمر مختلط من أنواع متفرقة وليس مرغوبا فيه ، وما يخلط إلا لرداءته . والجمعاء من البهائم : التي لم يذهب من بدنها شيء . وفي الحديث : الأصمعي ؛ أي : سليمة من العيوب مجتمعة الأعضاء كاملتها ، فلا جدع بها ولا كي . وأجمعت الشيء : جعلته جميعا ; ومنه قول كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء أبي ذؤيب يصف حمرا :وأولات ذي العرجاء نهب مجمع
وقد تقدم . وأولات ذي العرجاء : مواضع نسبها إلى مكان فيه أكمة عرجاء ، فشبه الحمر بإبل انتهبت وخرقت من طوائفها . وجميع : يؤكد به ، يقال : جاءوا جميعا كلهم . وأجمع : من الألفاظ الدالة على الإحاطة ، وليست بصفة ولكنه يلم به ما قبله من الأسماء ويجرى على إعرابه ، فلذلك قال النحويون : صفة . والدليل على أنه ليس بصفة قولهم " أجمعون " ، فلو كان صفة لم يسلم جمعه ، ولكان مكسرا ، والأنثى جمعاء ، وكلاهما معرفة لا ينكر عند ، وأما سيبويه ثعلب فحكى فيهما التنكير والتعريف جميعا ، تقول : أعجبني القصر أجمع وأجمع ، الرفع على التوكيد ، والنصب على الحال ، والجمع جمع ، معدول عن " جمعاوات " أو " جماعى " ، ولا يكون معدولا عن جمع ; لأن أجمع ليس بوصف فيكون ك " أحمر وحمر " ، قال أبو علي : باب " أجمع وجمعاء ، وأكتع وكتعاء " ، وما يتبع ذلك من بقيته إنما هو اتفاق وتوارد وقع في اللغة على غير ما كان في وزنه منها ; لأن باب " أفعل وفعلاء " إنما هو للصفات ، وجميعها يجيء على هذا الوضع نكرات نحو : أحمر وحمراء وأصفر وصفراء ، وهذا ونحوه صفات نكرات ، فأما : أجمع وجمعاء فاسمان معرفتان ليسا بصفتين ، فإنما ذلك اتفاق وقع بين هذه الكلمة المؤكد بها . ويقال : لك هذا المال أجمع ولك [ ص: 200 ] هذه الحنطة جمعاء . وفي الصحاح : وجمع جمع جمعة وجمع جمعاء في تأكيد المؤنث ، تقول : رأيت النسوة جمع ، غير منون ولا مصروف ، وهو معرفة بغير الألف واللام ، وكذلك ما يجري مجراه من التوكيد ; لأنه للتوكيد للمعرفة ، وأخذت حقي أجمع في توكيد المذكر ، وهو توكيد محض ، وكذلك أجمعون وجمعاء وجمع ، وأكتعون وأبصعون وأبتعون ، لا تكون إلا تأكيدا تابعا لما قبله لا يبتدأ ولا يخبر به ولا عنه ، ولا يكون فاعلا ولا مفعولا كما يكون غيره من التواكيد اسما مرة وتوكيدا أخرى مثل نفسه وعينه وكله . وأجمعون : جمع أجمع ، وأجمع واحد في معنى جمع ، وليس له مفرد من لفظه ، والمؤنث جمعاء ، وكان ينبغي أن يجمعوا جمعاء بالألف والتاء كما جمعوا أجمع بالواو والنون ، ولكنهم قالوا في جمعها جمع ، ويقال : جاء القوم بأجمعهم وأجمعهم أيضا - بضم الميم - كما تقول : جاءوا بأكلبهم جمع كلب ; قال : شاهد قوله : جاء القوم بأجمعهم ، قول ابن بري أبي دهبل :
فليت كوانينا من اهلي وأهلها بأجمعهم في لجة البحر لججوا
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا به جمع الله القبائل من فهر