جنب : الجنب والجنبة والجانب : شق الإنسان وغيره . تقول : قعدت إلى جنب فلان وإلى جانبه ، بمعنى ، والجمع جنوب وجوانب وجنائب ، الأخيرة نادرة . وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في الرجل الذي أصابته الفاقة : فخرج إلى البرية ، فدعا ، فإذا الرحى تطحن ، والتنور مملوء جنوب شواء ; وهي جمع جنب ، يريد جنب الشاة ؛ أي : إنه كان في التنور جنوب كثيرة لا جنب واحد . وحكى اللحياني : إنه لمنتفخ الجوانب . قال : وهو من الواحد الذي فرق فجعل جمعا . وجنب الرجل : شكا جانبه . وضربه فجنبه ؛ أي : كسر جنبه أو أصاب جنبه . ورجل جنيب كأنه يمشي في جانب متعقفا عن ابن الأعرابي ; وأنشد :
ربا الجوع في أونيه حتى كأنه جنيب به إن الجنيب جنيب
؛ أي : جاع حتى كأنه يمشي في جانب متعقفا . وقالوا : الحر جانبي سهيل ؛ أي : في ناحيتيه ، وهو أشد الحر . وجانبه مجانبة وجنابا : صار إلى جنبه . وفي التنزيل العزيز : أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله . قال الفراء : الجنب : القرب . وقوله : على ما فرطت في جنب الله ؛ أي : في قرب الله وجواره . والجنب : معظم الشيء وأكثره ; ومنه قولهم : هذا قليل في جنب مودتك . وقال ابن الأعرابي في قوله - عز وجل - : في جنب الله ، في قرب الله من الجنة . وقال الزجاج : معناه على ما فرطت في الطريق الذي هو طريق الله الذي دعاني إليه ، وهو توحيد الله والإقرار بنبوة رسوله ، وهو محمد - صلى الله عليه وسلم . وقولهم : اتق الله في جنب أخيك ، ولا تقدح في ساقه ، معناه : لا تقتله ولا تفتنه ، وهو على المثل . قال : وقد فسر الجنب ههنا بالوقيعة والشتم . وأنشد ابن الأعرابي :خليلي كفا واذكرا الله في جنبي
أي : في الوقيعة في . وقوله تعالى : والصاحب بالجنب وابن السبيل ، يعني الذي يقرب منك ، ويكون إلى جنبك . وكذلك جار الجنب ؛ أي : اللازق بك إلى جنبك . وقيل الصاحب بالجنب صاحبك في السفر ، وابن السبيل : الضيف . قال سيبويه وقالوا : هما خطان جنابتي أنفها ، يعني الخطين اللذين اكتنفا جنبي أنف الظبية . قال : كذا وقع في كتاب سيبويه . ووقع في الفرخ : جنبي أنفها . [ ص: 208 ] والمجنبتان من الجيش : الميمنة والميسرة . والمجنبة - بالفتح - : المقدمة . وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث خالد بن الوليد يوم الفتح على المجنبة اليمنى ، والزبير على المجنبة اليسرى ، واستعمل أبا عبيدة على البياذقة ، وهم الحسر . وجنبتا الوادي : ناحيتاه ، وكذلك جانباه . ابن الأعرابي يقال : أرسلوا مجنبتين ؛ أي : كتيبتين أخذتا ناحيتي الطريق . والمجنبة اليمنى : هي ميمنة العسكر ، والمجنبة اليسرى : هي الميسرة ، وهما مجنبتان ، والنون مكسورة . وقيل : هي الكتيبة التي تأخذ إحدى ناحيتي الطريق . قال : والأول أصح . والحسر : الرجالة . ومنه الحديث في الباقيات الصالحات : هن مقدمات وهن مجنبات وهن معقبات . وجنب الفرس والأسير يجنبه جنبا - بالتحريك - فهو مجنوب وجنيب : قاده إلى جنبه . وخيل جنائب وجنب ، عن الفارسي . وقيل : مجنبة : شدد للكثرة . وفرس طوع الجناب - بكسر الجيم - وطوع الجنب إذا كان سلس القياد ؛ أي : إذا جنب كان سهلا منقادا . وقول مروان بن الحكم : ولا نكون في هذا جنبا لمن بعدنا ، لم يفسره ثعلب . قال : وأراه من هذا ، وهو اسم للجمع . وقوله :
جنوح تباريها ظلال كأنها مع الركب حفان النعام المجنب
هل في القضية أن إذا استغنيتم وأمنتم فأنا البعيد الأجنب
إذا ما رأوني مقبلا عن جنابة يقولون من هذا وقد عرفوني
جذبا كجذب صاحب الجنابه
فسره فقال : يعني الأجنبي . والجنيب : الغريب . وجنب فلان في بني فلان يجنب جنابة ويجنب إذا نزل فيهم غريبا ، فهو جانب ، والجمع جناب ، ومن ثم قيل : رجل جانب ؛ أي : غريب ، ورجل جنب بمعنى غريب ، والجمع أجناب . وفي حديث الضحاك أنه قال لجارية : هل من مغربة خبر ؟ قال : على جانب الخبر أي : على الغريب القادم . ويقال : نعم القوم هم ، لجار الجنابة ؛ أي : لجار الغربة . والجنابة : ضد القرابة ، وقول علقمة بن عبدة :
وفي كل حي قد خبطت بنعمة فحق لشأس من نداك ذنوب
فلا تحرمني نائلا عن جنابة فإني امرؤ وسط القباب غريب
الناس جنب والأمير جنب
[ ص: 209 ] كأنه عدله بجميع الناس . ورجل لين الجانب والجنب ؛ أي : سهل القرب . والجانب : الناحية ، وكذلك الجنبة . تقول : فلان لا يطور بجنبتنا . قال ابن بري : هكذا قال أبو عبيدة وغيره بتحريك النون . قال ، وكذا رووه في الحديث : وعلى جنبتي الصراط أبواب مفتحة . وقال عثمان بن جني : قد غري الناس بقولهم : أنا في ذراك وجنبتك - بفتح النون . قال : والصواب إسكان النون ، واستشهد على ذلك بقول أبي صعترة البولاني :
فما نطفة من حب مزن تقاذفت به جنبتا الجودي والليل دامس
بأطيب من فيها وما ذقت طعمها ولكنني فيما ترى العين فارس
وإني لما قد كان بيني وبينها لموف وإن شط المزار المجانب
وفي اليدين إذا ما الماء أسهلها ثني قليل وفي الرجلين تجنيب
قالت له مائلة الذوائب كيف أخي في العقب النوائب
؟ أخوك ذو شق على الركائب رخو الحبال مائل الحقائب
ركابه في الحي كالجنائب
يعني أنها ضائعة كالجنائب التي ليس لها رب يفتقدها . تقول : إن أخاك ليس بمصلح لماله ، فماله كمال غاب عنه ربه وسلمه لمن يعبث فيه ; وركابه التي هو معها كأنها جنائب في الضر وسوء الحال . وقوله رخو الحبال ؛ أي : هو رخو الشد لرحله فحقائبه مائلة لرخاوة الشد . والجنيبة : صوف الثني عن كراع وحده . قال ابن سيده : والذي حكاه يعقوب وغيره من أهل اللغة : الخبيبة ، ثم قال في موضع آخر : الخبيبة صوف الثني مثل الجنيبة ، فثبت بهذا أنهما لغتان صحيحتان . والعقيقة : صوف الجذع ، والجنيبة من الصوف أفضل من العقيقة وأبقى وأكثر . والمجنب - بالفتح - : الكثير من الخير والشر . وفي الصحاح : الشيء الكثير . يقال : إن عندنا لخيرا مجنبا ؛ أي : كثيرا . وخص به أبو عبيدة الكثير من الخير . قال الفارسي : وهو مما وصفوا به ، فقالوا : خير مجنب . قال الفارسي : وهذا يقال - بكسر الميم وفتحها . وأنشد شمر لكثير :
وإذ لا ترى في الناس شيئا يفوقها وفيهن حسن لو تأملت مجنب
[ ص: 210 ]
وكفرا ما يعوج مجنبا
وطعام مجنب : كثير . والمجنب : شبحة مثل المشط إلا أنها ليست لها أسنان ، وطرفها الأسفل مرهف يرفع بها التراب على الأعضاد والفلجان . وقد جنب الأرض بالمجنب . والجنب : مصدر قولك : جنب البعير - بالكسر - يجنب جنبا إذا ظلع من جنبه . والجنب : أن يعطش البعير عطشا شديدا حتى تلصق رئته بجنبه من شدة العطش ، وقد جنب جنبا . قال ابن السكيت قالت الأعراب : هو أن يلتوي من شدة العطش . قال ذو الرمة يصف حمارا :
وثب المسحج من عانات معقلة كأنه مستبان الشك أو جنب
هاجت به جوع غضف مخصرة شوازب لاحها التغريث والجنب
مريض لا يصح ولا أبالي كأن بشقه وجع الجناب
صب اللهيف لها السبوب بطغية تنبي العقاب كما يلط المجنب
لعمري لئن ريح المودة أصبحت شمالا لقد بدلت وهي جنوب
مجنوبة الإنس مشمول مواعدها من الهجان ذوات الشطب والقصب
جنوب تسامي أوجه القوم مسها لذيذ ومسراها من الأرض طيب
ريح الجنوب مع الشمال وتارة رهم الربيع وصائب التهتان
ساد تجرم في البضيع ثمانيا يلوى بعيقات البحار ويجنب
لما رأت إبلي قلت حلوبتها وكل عام عليها عام تجنيب
ولا ذات خلق إن تأملت جأنب
والجنب : القصير ; وبه فسر بيت أبي العيال :
فتى ما غادر الأقوا م لا نكس ولا جنب
أباكية بعدي جنوب صبابة علي وأختاها بماء عيون
زوجها فقدها الأراقم في جنب وكان الحباء من أدم
وشجو لنفسي لم أنسه بمعترك الطف والمجنب


