الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جير ]

                                                          جير : جير : بمعنى أجل ، قال بعض الأغفال :


                                                          قالت أراك هاربا للجور من هدة السلطان قلت جير

                                                          قال سيبويه : حركوه لالتقاء الساكنين ، وإلا فحكمه السكون ; لأنه كالصوت . وجير : بمعنى اليمين ، يقال : جير لا أفعل كذا وكذا .

                                                          وبعضهم يقول : جير ، بالنصب ، معناها نعم وأجل ، وهي خفض بغير تنوين . قال الكسائي في الخفض بلا تنوين . شمر : لا جير لا حقا . يقال : جير لا أفعل ذلك ولا جير لا أفعل ذلك ، وهي كسرة لا تنتقل ; وأنشد :


                                                          جامع قد أسمعت من يدعو جير     وليس يدعو جامع إلى جير

                                                          قال ابن الأنباري : جير يوضع موضع اليمين . الجوهري : قولهم : جير لا آتيك - بكسر الراء - يمين للعرب ، ومعناها حقا ; قال الشاعر :


                                                          وقلن على الفردوس أول مشرب     أجل جير أن كانت أبيحت دعاثره

                                                          والجيار : الصاروج . وقد جير الحوض ; قال الشاعر :


                                                          إذا ما شتت لم تستريها وإن تقظ     تباشر بصبح المازني المجيرا

                                                          ابن الأعرابي : إذا خلط الرماد بالنورة والجص فهو الجيار ; وقال الأخطل يصف بيتا :


                                                          بحرة كأتان الضحل أضمرها     بعد الربالة ترحالي وتسياري
                                                          كأنها برج رومي يشيده     لز بطين وآجر وجيار

                                                          والهاء في كأنها ضمير ناقته ، شبهها بالبرج في صلابتها ، وقوتها .

                                                          والحرة : الناقة الكريمة . وأتان الضحل : الصخرة العظيمة الململمة . والضحل : الماء القليل . والربالة : السمن . وفي حديث ابن عمر : أنه مر بصاحب جير قد سقط فأعانه ; الجير : الجص ، فإذا خلط بالنورة فهو الجيار ، وقيل : الجيار النورة وحدها . والجيار : الذي يجد في جوفه حرا شديدا . والجائر والجيار : حر في الحلق والصدر من غيظ أو جوع ; قال المتنخل الهذلي ; وقيل : هو ل أبي ذؤيب :


                                                          كأنما بين لحييه ولبته     من جلبة الجوع جيار وإرزيز

                                                          وفي الصحاح :


                                                          قد حال بين تراقيه ولبته

                                                          وقال الشاعر في الجائر :


                                                          فلما رأيت القوم نادوا مقاعسا     تعرض لي دون الترائب جائر

                                                          قال ابن جني : الظاهر في جيار أن يكون فعالا كالكلاء والجبان ; قال : ويحتمل أن يكون فيعالا كخيتام ، وأن يكون فوعالا كتوراب . والجيار : الشدة ; وبه فسر ثعلب بيت المتنخل الهذلي جيار وإرزيز .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية