مسح : المسح : القول الحسن من الرجل وهو في ذلك يخدعك ، تقول : مسحه بالمعروف أي بالمعروف من القول وليس معه إعطاء وإذا جاء إعطاء ذهب المسح ، وكذلك مسحته . والمسح : إمرارك يدك على الشيء السائل أو المتلطخ تريد إذهابه بذلك ، كمسحك رأسك من الماء وجبينك من الرشح ، مسحه يمسحه مسحا ومسحه وتمسح منه وبه . وفي حديث فرس المرابط : أن علفه وروثه ومسحا عنه في ميزانه يريد مسح التراب عنه وتنظيف جلده . وقوله تعالى : وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ، فسره ثعلب فقال : نزل القرآن بالمسح والسنة بالغسل ، وقال بعض أهل اللغة : من خفض وأرجلكم فهو على الجوار ، قال أبو إسحاق النحوي : الخفض على الجوار لا يجوز في كتاب الله - عز وجل - ، وإنما يجوز ذلك في ضرورة الشعر ، ولكن المسح على هذه القراءة كالغسل ، ومما يدل على أنه غسل أن المسح على الرجل لو كان مسحا كمسح الرأس لم يجز تحديده إلى الكعبين كما جاز التحديد في اليدين إلى المرافق ؛ قال الله - عز وجل - : وامسحوا برءوسكم ، بغير تحديد في القرآن ، وكذلك في التيمم : فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ، من غير تحديد ، فهذا كله يوجب غسل الرجلين . وأما من قرأ : وأرجلكم فهو على وجهين : أحدهما أن فيه تقديما وتأخيرا كأنه قال : فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وأرجلكم إلى الكعبين وامسحوا برءوسكم فقدم وأخر ليكون الوضوء ولاء شيئا بعد شيء ، وفيه قول آخر : كأنه أراد : واغسلوا أرجلكم إلى الكعبين ؛ لأن قوله إلى الكعبين قد دل على ذلك كما وصفنا ، وينسق بالغسل ، كما قال الشاعر :
يا ليت زوجك قد غدا متقلدا سيفا ورمحا !
المعنى : متقلدا سيفا وحاملا رمحا . وفي الحديث : أنه تمسح وصلى ، أي توضأ . قال ابن الأثير : يقال للرجل إذا توضأ قد تمسح ، والمسح يكون مسحا باليد وغسلا . وفي الحديث أي [ ص: 69 ] طفنا به ؛ لأن من طاف بالبيت مسح الركن فصار اسما للطواف . وفلان يتمسح بثوبه أي يمر ثوبه على الأبدان فيتقرب به إلى الله . وفلان يتمسح به لفضله وعبادته كأنه يتقرب إلى الله بالدنو منه . وتماسح القوم : إذا تبايعوا فتصافقوا . وفي حديث الدعاء للمريض : لما مسحنا البيت أحللنا " مسح الله عنك ما بك " ، أي أذهب . والمسح : احتراق باطن الركبة من خشنة الثوب ، وقيل : هو أن يمس باطن إحدى الفخذين باطن الأخرى فيحدث لذلك مشق وتشقق وقد مسح . قال أبو زيد : إذا كانت إحدى ركبتي الرجل تصيب الأخرى قيل : مشق مشقا ومسح ، بالكسر ، مسحا . وامرأة مسحاء رسحاء ، والاسم المسح ، الماسح من الضاغط إذا مسح المرفق الإبط من غير أن يعركه عركا شديدا ، وإذا أصاب المرفق طرف كركرة البعير فأدماه قيل : به حاز وإن لم يدمه ، قيل : به ماسح . والأمسح : الأرسح ، وقوم مسح رسح ، وقال الأخطل :دسم العمائم ، مسح ، لا لحوم لهم إذا أحسوا بشخص نابئ أسدوا
إذا المسيح يقتل المسيحا
يعني عيسى ابن مريم يقتل الدجال بنيزكه ، وقال شمر : سمي عيسى المسيح ؛ لأنه مسح بالبركة ، وقال أبو العباس : سمي مسيحا ؛ لأنه كان يمسح الأرض أي يقطعها . وروي عن : أنه كان لا يمسح بيده ذا عاهة إلا برأ ، وقيل : سمي مسيحا ؛ لأنه كان أمسح الرجل ليس لرجله أخمص ، وقيل : سمي مسيحا ؛ لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن ، وقول الله تعالى : ابن عباس بكلمة منه اسمه المسيح ، قال أبو منصور : سمى الله ابتداء أمره كلمة ؛ لأنه ألقى إليها الكلمة ثم كون الكلمة بشرا ، ومعنى الكلمة معنى الولد ، والمعنى : يبشرك بولد اسمه المسيح . والمسيح : الكذاب الدجال ، وسمي الدجال مسيحا ؛ لأن عينه ممسوحة عن أن يبصر بها ، وسمي عيسى مسيحا اسم خصه الله به ولمسح زكريا إياه ، وروي عن أبي الهيثم أنه قال : المسيح ابن مريم الصديق ، وضد الصديق المسيح الدجال أي الضليل الكذاب . خلق الله المسيحين : أحدهما ضد الآخر ؛ فكان المسيح بن مريم يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله ، وكذلك الدجال يحيي الميت ويميت الحي وينشئ السحاب وينبت النبات بإذن الله ، فهما مسيحان : مسيح الهدى ، ومسيح الضلالة ، قال المنذري : فقلت له بلغني أن عيسى إنما سمي مسيحا لأنه مسح بالبركة ، وسمي الدجال مسيحا لأنه ممسوح العين فأنكره ، وقال : إنما المسيح ضد المسيح ، يقال : مسحه الله أي خلقه خلقا مباركا حسنا ، ومسحه الله أي خلقه خلقا قبيحا ملعونا . والمسيح : الكذاب ماسح ومسيح وممسح وتمسح ، وأنشد :إني ، إذا عن معن متيح ذا نخوة أو جدل ، بلندح
أو كيذبان ملذان ممسح
ومستامة تستام ، وهي رخيصة ، تباع بساحات الأيادي ، وتمسح مستامة : يعني أرضا تسوم بها الإبل . وتباع : تمد فيها أبواعها وأيديها . وتمسح : تقطع . والماسح : القتال ، يقال : مسحهم أي قتلهم . والماسحة : الماشطة . والتماسح : التصادق . والمماسحة : الملاينة في القول والمعاشرة والقلوب غير صافية . والتمسح : الذي يلاينك بالقول وهو يغشك . والتمسح والتمساح من الرجال : المارد الخبيث ، وقيل : الكذاب الذي لا يصدق أثره يكذبك من حيث جاء ، وقال اللحياني : هو الكذاب فعم به . والتمساح : الكذب ، أنشد : ابن الأعرابي
قد غلب الناس بنو الطماح بالإفك والتكذاب والتمساح
مسائح فودي رأسه مسبغلة جرى مسك دارين الأحم خلالها
لها مسائح زور ، في مراكضها لين وليس بها ، وهن ولا رقق
ثم شربن بنبط ، والجمال كأن ن الرشح ، منهن بالآباط ، أمساح
على وجه مي مسحة من ملاحة وتحت الثياب الخزي ، لو كان باديا
خوادم أكفاء عليهن مسحة من العتق ، أبداها بنان ومحجر
لذ ، تقيله النعيم ، كأنما مسحت ترائبه بماء مذهب
تعادى ، من قوائمها ، ثلاث بتحجيل ، وواحدة بهيم
كأن مسيحتي ورق عليها نمت قرطيهما أذن خديم
تعلى عليه مسائح من فضة وترى حباب الماء غير يبيس
فراش المسيح كالجمان المثقب
الأزهري : سمي العرق مسيحا لأنه يمسح إذا صب ، قال الراجز :يا ريها ، وقد بدا مسيحي وابتل ثوباي من النضيح