مسس : مسسته ، بالكسر ، أمسه مسا ومسيسا : لمسته ، هذه اللغة الفصيحة ، ومسسته ، بالفتح ، أمسه ، بالضم ، لغة ، وقال : وقالوا مست ، حذفوا فألقوا الحركة على الفاء كما قالوا خفت ، وهذا النحو شاذ ، قال : والأصل في هذا عربي كثير ، قال : وأما الذين قالوا مست فشبهوها بلست ، سيبويه الجوهري : وربما قالوا مست الشيء ، يحذفون منه السين الأولى ويحولون كسرتها إلى الميم . وفي حديث : لو رأيت الوعول تجرش ما بين لابتيها ما مستها ، هكذا روي ، وهي لغة في مستها ، ومنهم من لا يحول كسرة السين إلى الميم بل يترك الميم على حالها مفتوحة ، وهو مثل قوله تعالى : أبي هريرة فظلتم تفكهون ، يكسر ويفتح ، وأصله ظللتم وهو من شواذ التخفيف ، وأنشد الأخفش لابن مغراء :
مسنا السماء فنلناها وطاء لهم حتى رأوا أحدا يهوي وثهلانا
وأمسسته الشيء فمسه . والمسيس : المس ، وكذلك المسيسى ، مثل الخصيصى . وفي حديث موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - : ولم يجد مسا من النصب ، هو أول ما يحس به من التعب . والمس : مسك الشيء بيدك . قال الله تعالى : ( وإن طلقتموهن من قبل أن تماسوهن ) ، وقرئ : من قبل أن تمسوهن ، قال : اختار بعضهم ما لم تمسوهن ، وقال : لأنا وجدنا هذا الحرف في غير موضع من الكتاب بغير ألف : أحمد بن يحيى يمسسني بشر ، فكل شيء من هذا الكتاب ، فهو فعل الرجل في باب الغشيان . وفي حديث فتح خيبر : فمسه بعذاب أي عاقبه . وفي حديث أبي قتادة والميضأة : فأتيته بها فقال : مسوا منها أي خذوا منها الماء وتوضؤوا . ويقال : مسست الشيء أمسه مسا : إذا لمسته بيدك ، ثم استعير للأخذ والضرب لأنهما باليد ، واستعير للجماع لأنه لمس ، وللجنون كأن الجن مسته ، يقال : به مس من جنون . وقوله تعالى : ولم يمسسني بشر أي لم يمسسني على جهة تزوج ، ولم أك بغيا أي ولا قربت على غير حد التزوج . وماس الشيء الشيء مماسة ومساسا : لقيه بذاته . وتماس الجرمان : مس أحدهما الآخر . وحكى : أمسه إياه ، فعداه إلى مفعولين كما ترى ، وخص بعض أهل اللغة : فرس ممس بتحجيل ، أراد ممس تحجيلا واعتقد زيادة الباء كزيادتها في قراءة من قرأ : يذهب بالأبصار وينبت بالدهن ، من تذكرة ابن جني أبي علي . ورحم ماسة ومساسة أي قرابة قريبة . وحاجة ماسة أي مهمة ، وقد مست إليه الحاجة . ووجد مس الحمى أي رسها وبدأها قبل أن تأخذه وتظهر ، وقد مسته مواس الخبل . والمس : الجنون ورجل ممسوس : به مس من الجنون . ومسمس الرجل : إذا تخبط . وفي التنزيل العزيز : الذي يتخبطه الشيطان من المس ، المس : الجنون ، قال أبو عمرو : [ ص: 73 ] الماسوس والممسوس والمدلس كله المجنون . وماء مسوس : تناولته الأيدي ، فهو على هذا في معنى مفعول كأنه مس حين تنوول باليد ، وقيل : هو الذي إذا مس الغلة ذهب بها ، قال ذو الإصبع العدواني :لو كنت ماء ، كنت لا عذب المذاق ولا مسوسا
ملحا بعيد القعر قد فلت حجارته الفؤوسا
يا حبذا ريقتك المسوس إذ أنت خود بادن شموس
فقد أصبح الراضون ، إذ أنتم بها مسوس البلاد ، يشتكون وبالها
إن كنت من أمرك في مسماس فاسط على أمك سطو الماس
أحسن به فهن إليه شوس
أراد أحسسن ، فحذف إحدى السينين ، فافهم .