مسك : المسك ، بالفتح وسكون السين : الجلد وخص بعضهم به جلد السخلة ، قال : ثم كثر حتى صار كل جلد مسكا ، والجمع مسك ومسوك ، قال سلامة بن جندل :
فاقني لعلك أن تحظي وتحتبلي في سحبل ، من مسوك الضأن ، منجوب
ومنه قولهم : أنا في مسكك إن لم أفعل كذا وكذا . وفي حديث خيبر : أين مسك حيي بن أخطب ؟ كان فيه ذخيرة من صامت وحلي قومت بعشرة آلاف دينار ، كانت أولا في مسك حمل ثم مسك ثور ثم مسك جمل . وفي حديث علي - رضي الله عنه - : ما كان على فراشي إلا مسك كبش أي جلده . : والعرب تقول نحن في مسوك الثعالب ، إذا كانوا خائفين ، وأنشد ابن الأعرابي المفضل :فيوما ترانا في مسوك جيادنا ويوما ترانا في مسوك الثعالب
ترى العبس الحولي جوبا بكوعها لها مسكا ، من غير عاج ولا ذبل
وفي حديث أبي عمرو النخعي : رأيت النعمان بن المنذر وعليه قرطان ودملجان ومسكتان ، وحديث عائشة - رضي الله عنها - : شيء ذفيف يربط به المسك . وفي حديث بدر قال ابن عوف ومعه أمية بن خلف : فأحاط بنا الأنصار حتى جعلونا في مثل المسكة أي جعلونا في حلقة كالسوار وأحدقوا بنا ، واستعاره أبو وجزة فجعل ما تدخل فيه الأتن أرجلها من الماء مسكا فقال :
حتى سلكن الشوى منهن في مسك من نسل جوابة الآفاق مهداج
ترى العبس الحولي جونا بكوعها لها مسكا من غير عاج ولا ذبل
لقد عاجلتني بالسباب وثوبها جديد ، ومن أردانها المسك تنفح
إن تشف نفسي من ذبابات الحسك أحر بها أطيب من ريح المسك
شرب النبيذ واعتقالا بالرجل
ورواه : الأصمعيأحر بها أطيب من ريح المسك
وقال : هو جمع مسكة . ودواء ممسك : فيه مسك . أبو العباس في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحيض : ، وفي رواية : " خذي فرصة فتمسكي بها " ، الفرصة : القطعة يريد قطعة من المسك ، وفي رواية أخرى : " خذي فرصة ممسكة فتطيبي بها " ، قال بعضهم : تمسكي تطيبي من المسك ، وقالت طائفة : هو من التمسك باليد ، وقيل : ممسكة أي متحملة يعني تحتملينها معك ، وأصل الفرصة في الأصل القطعة من الصوف والقطن ونحو ذلك ، قال " خذي فرصة من مسك فتطيبي بها " : الممسكة : الخلق التي أمسكت كثيرا ، قال : كأنه أراد أن لا يستعمل الجديد من القطن والصوف للارتفاق به في الغزل وغيره ، ولأن الخلق أصلح لذلك وأوفق ، قال الزمخشري ابن الأثير : وهذه الأقوال أكثرها متكلفة والذي عليه الفقهاء أن الحائض عند الاغتسال من الحيض يستحب لها أن تأخذ شيئا يسيرا من المسك تتطيب به أو فرصة مطيبة من المسك . وقال الجوهري : المسك من الطيب فارسي معرب ، قال : وكانت العرب تسميه المشموم . ومسك البر : نبت أطيب من الخزامى ونباتها نبات القعفاء ولها زهرة مثل زهرة المرو ، حكاه أبو حنيفة ، وقال مرة : هو نبات مثل العسلج سواء . ومسك بالشيء وأمسك به وتمسك وتماسك واستمسك ومسك ، كله : احتبس . وفي التنزيل : والذين يمسكون بالكتاب قال خالد بن زهير :فكن معقلا في قومك ، ابن خويلد ومسك بأسباب أضاع رعاتها
بأي حبل جوار كنت أمتسك ولي فيه مسكة
أي ما أتمسك به . والتمسك : استمساكك بالشيء ، وتقول أيضا : امتسكت به ، قال العباس :صبحت بها القوم حتى امتسك ت بالأرض أعدلها أن تميلا
ولما أن رأيت سراة قومي مساكى ، لا يثوب لهم زعيم
عمرت مكرمة المساك وفارقت ما شفها صلف ولا إقتار
وجانب أطلق بالبياض وجانب أمسك لا بياض
والمسكة والماسكة : قشرة تكون على وجه الصبي أو المهر ، وقيل : هي كالسلى يكونان فيها . وقال أبو عبيدة : الماسكة الجلدة التي تكون على رأس الولد وعلى أطراف يديه ، فإذا خرج الولد من الماسكة والسلى فهو بقير ، وإذا خرج الولد بلا ماسكة ولا سلى فهو السليل . وبلغ مسكة البئر ومسكتها : إذا حفر فبلغ مكانا صلبا . : المسك الواحدة مسكة وهو أن تحفر البئر فتبلغ الموضع الذي لا يحتاج أن يطوى فيقال : قد بلغوا مسكة صلبة وإن بئار بني فلان في مسك ، قال الراجز : ابن شميل
الله أرواك وعبد الجبار ترسم الشيخ وضرب المنقار
في مسك لا مجبل ولا هار
الجوهري : المسكة من البئر الصلبة التي لا تحتاج إلى طي . ومسك بالنار : فحص لها في الأرض ثم غطاها بالرماد والبعر ودفنها . أبو زيد : مسكت بالنار تمسيكا وثقبت بها تثقيبا ، وذلك إذا فحصت لها في الأرض ثم جعلت عليها بعرا أو خشبا أو دفنتها في التراب . والمسكان : العربان ، ويجمع مساكين ، ويقال : أعطه المسكان . وفي الحديث : أنه نهى عن بيع المسكان ، هو بالضم بيع العربان والعربون ، وهو أن يشتري السلعة ويدفع إلى صاحبها شيئا على أنه إن أمضى البيع حسب من الثمن وإن لم يمض كان لصاحب السلعة ولم يرتجعه المشتري ، وقد ذكر في موضعه . : الأرض مسك وطرائق : فمسكة كذانة ومسكة مشاشة ومسكة حجارة ومسكة لينة ، وإنما الأرض طرائق فكل طريقة مسكة ، والعرب تقول للتناهي التي تمسك ماء السماء مساك ومساكة ومساكات ، كل ذلك مسموع منهم . وسقاء مسيك : كثير الأخذ للماء . وقد مسك ، بفتح السين ، مساكة ، رواه ابن شميل أبو حنيفة . أبو زيد : المسيك من الأساقي التي تحبس الماء فلا ينضح . وأرض مسيكة : لا تنشف الماء لصلابتها . وأرض مساك أيضا . ويقال للرجل يكون مع القوم يخوضون في الباطل : إن فيه [ ص: 76 ] لمسكة عما هم فيه . وماسك : اسم . وفي الحديث ذكر مسك ، هو بفتح الميم وكسر الكاف صقع بالعراق قتل فيه ، وموضع مصعب بن الزبير بدجيل الأهواز حيث كانت وقعة الحجاج . وابن الأشعث