وماكد تمأده من بحره يضفو ويبدي تارة عن قعره
تمأده : تأخذه في ذلك الوقت ويضفو : يفيض ويبدي تارة عن قعره أي يبدي لك قعره من صفائه . الليث : مكدت الناقة : إذا نقص لبنها من طول العهد ، وأنشد :قد حارد الخور وما تحارد حتى الجلاد درهن ماكد
إن سرك الغرز المكود الدائم فاعمد براعيس ، أبوها الراهم
حتى الجلاد درهن ماكد
. فظن أنه بمعنى الناقص وهو غلط ، والمعنى حتى الجلاد اللواتي درهن ماكد أي دائم قد حاردن أيضا . والجلاد : أدسم الإبل لبنا ؛ فليست في الغزارة كالخور ولكنها دائمة الدر ، واحدتها جلدة ، والخور في ألبانهن رقة مع الكثرة ، وقول الساجع : ما درها بماكد أي ما لبنها بدائم ، ومثل هذا التفسير الخطإ الذي فسره الليث في مكدت الناقة مما يجب على ذوي المعرفة تنبيه طلبة هذا الشأن له ؛ لئلا يتعثر فيه من لا يحفظ اللغة تقليدا . الليث : وبئر ماكدة ومكود : دائمة لا تنقطع مادتها . وركية ماكدة : إذا ثبت ماؤها لا ينقص على قرن واحد لا يتغير ، والقرن قرن القامة . وود ماكد : لا ينقطع ، على التشبيه بذلك ، ومنه قول أبي صرد لعيينة بن حصن وقد وقع في سهمته عجوز من سبي هوازن ، أخذ عيينة بن حصن منهم عجوزا ، فلما رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السبايا أبى عيينة أن يردها فقال له أبو صرد : خذها إليك فوالله ما فوها ببارد ، ولا ثديها بناهد ، ولا درها بماكد ، ولا بطنها بوالد ، ولا شعرها بوارد ، ولا الطالب لها بواجد . وشاة مكود وناقة مكود : قليلة اللبن ، وهو من الأضداد ، وقد مكدت تمكد مكودا . ودر ماكد : بكيء .