ومكن الضباب طعام العريب ولا تشتهيه نفوس العجم
واحدته مكنة ومكنة ، بكسر الكاف . وقد مكنت الضبة وهي مكون وأمكنت وهي ممكن إذا جمعت البيض في جوفها ، والجرادة مثلها . : أمكنت الضبة جمعت بيضها في بطنها ، فهي مكون ، وأنشد الكسائي لرجل من ابن بري بني عقيل :أراد رفيقي أن أصيده ضبة مكونا ، ومن خير الضباب مكونها
وقال : تعلم أنها صفرية مكان بما فيها الدبى وجنادبه
لدى أسد شاكي السلاح مقذف له لبد أظفاره لم تقلم
حيث تثنى الماء فيه فمكن
قال : فعلى هذا يكون ما أمكنه على القياس . : والمكانة المنزلة عند الملك . والجمع مكانات ، ولا يجمع جمع التكسير ، وقد مكن مكانة فهو مكين ، والجمع مكناء . وتمكن كمكن . والمتمكن من الأسماء : ما قبل الرفع والنصب والجر لفظا ، كقولك زيد وزيدا وزيد ، وكذلك غير المنصرف كأحمد وأسلم ، قال ابن سيده الجوهري : ومعنى قول النحويين في الاسم إنه متمكن أي أنه معرب [ ص: 113 ] كعمر وإبراهيم ، فإذا انصرف مع ذلك فهو المتمكن الأمكن كزيد وعمرو ، وغير المتمكن هو المبني ككيف وأين ، قال : ومعنى قولهم في الظرف إنه متمكن أنه يستعمل مرة ظرفا ومرة اسما ، كقولك : جلست خلفك ، فتنصب ، ومجلسي خلفك ، فترفع في موضع يصلح أنه يكون ظرفا ، وغير المتمكن هو الذي لا يستعمل في موضع يصلح أن يكون ظرفا إلا ظرفا ، كقولك : لقيته صباحا وموعدك صباحا ، فتنصب فيهما ، ولا يجوز الرفع إذا أردت صباح يوم بعينه ، وليس ذلك لعلة توجب الفرق بينهما أكثر من استعمال العرب لها كذلك ، وإنما يؤخذ سماعا عنهم ، وهي صباح وذو صباح ، ومساء وذو مساء ، وعشية وعشاء ، وضحى وضحوة ، وسحر وبكر وبكرة وعتمة ، وذات مرة ، وذات يوم ، وليل ونهار وبعيدات بين ، هذا إذا عنيت بها الأوقات يوما بعينه ، فأما إذا كانت نكرة أو أدخلت عليها الألف واللام تكلمت بها رفعا ونصبا وجرا ، قال : أخبرنا بذلك سيبويه يونس . قال : كل ما عرف من الظروف من غير جهة التعريف فإنه يلزم الظرفية لأنه ضمن ما ليس له في أصل وضعه ؛ فلهذا لم يجز : سير عليه سحر ؛ لأنه معرفة من غير جهة التعريف ، فإن نكرته فقلت سير عليه سحر ، جاز ، وكذلك إن عرفته من غير جهة التعريف فقلت : سير عليه السحر ، جاز . وأما غدوة وبكرة فتعريفهما تعريف العلمية ، فيجوز رفعهما كقولك : سير عليه غدوة وبكرة ، فأما ذو صباح وذات مرة وقبل وبعد فليست في الأصل من أسماء الزمان ، وإنما جعلت اسما له على توسع وتقدير حذف . ابن بري أبو منصور : المكان والمكانة واحد . التهذيب : الليث : مكان في أصل تقدير الفعل مفعل ؛ لأنه موضع لكينونة الشيء فيه ، غير أنه لما كثر أجروه في التصريف مجرى فعال ، فقالوا : مكنا له وقد تمكن ، وليس هذا بأعجب من تمسكن من المسكن ، قال : والدليل على أن المكان مفعل أن العرب لا تقول في معنى هو مني مكان كذا وكذا إلا مفعل كذا وكذا ، بالنصب . : والمكان الموضع ، والجمع أمكنة كقذال وأقذلة ، وأماكن جمع الجمع . قال ابن سيده ثعلب : يبطل أن يكون مكان فعالا لأن العرب تقول : كن مكانك ، وقم مكانك ، واقعد مقعدك ؛ فقد دل هذا على أنه مصدر من كان أو موضع منه ، قال : وإنما جمع أمكنة فعاملوا الميم الزائدة معاملة الأصلية لأن العرب تشبه الحرف بالحرف ، كما قالوا منارة ومنائر فشبهوها بفعالة وهي مفعلة من النور ، وكان حكمه مناور ، وكما قيل مسيل وأمسلة ومسل ومسلان وإنما مسيل مفعل من السيل ، فكان ينبغي أن لا يتجاوز فيه مسايل ، لكنهم جعلوا الميم الزائدة في حكم الأصلية ، فصار مفعل في حكم فعيل ، فكسر تكسيره . وتمكن بالمكان وتمكنه : على حذف الوسيط ، وأنشد : سيبويهلما تمكن دنياهم أطاعهم في أي نحو يميلوا دينه يمل
وبالروض مكنان كأن حديقه زرابي وشتها أكف الصوانع
ومجر منتحر الطلي تناوحت فيه الظباء ببطن واد ممكن
حتى غدا خرما طأى فرائصه يرعى شقائق من مرعى ومكنان
تحسر الماء عنه واستجن به إلفان جنا من المكنان والقطب
جماديين حسوما لا يعاينه رعي من الناس في أهل ولا غرب
وأنت إن سرحتها في مكنان وجدتها نعم غبوق الكسلان .