ملأ : ملأ الشيء يملأه ملأ ، فهو مملوء ، وملأه فامتلأ ، وتملأ ، وإنه لحسن الملأة أي الملء ، لا التملؤ . وإناء ملآن ، والأنثى ملأى وملآنة ، والجمع ملاء ، والعامة تقول : إناء ملا . أبو حاتم يقال : حب ملآن ، وقربة ملأى ، وحباب ملاء . قال : وإن شئت خففت الهمزة ، فقلت في المذكر ملان ، وفي المؤنث ملا . ودلو ملا ، ومنه قوله :
حبذا دلوك إذ جاءت ملا
أراد ملأى . ويقال : ملأته ملأ ، بوزن ملعا ، فإن خففت قلت : ملا ، وأنشد شمر في ملا ، غير مهموز ، بمعنى ملء :وكائن ما ترى من مهوئن ملا عين وأكثبة وقور
بهجمة تملأ عين الحاسد
ويقال : فلان أملأ لعيني من فلان ، أي أتم في كل شيء منظرا وحسنا . وهو رجل مالئ العين : إذا أعجبك حسنه وبهجته . وحكى : ملأه على الأمر يملؤه ومالأه ، وكذلك الملأ إنما هم القوم ذوو الشارة والتجمع للإدارة ، ففارق باب رهط لذلك ، والملأ على هذا صفة غالبة . وقد مالأته على الأمر ممالأة : ساعدته عليه وشايعته . وتمالأنا عليه : اجتمعنا ، وتمالئوا عليه : اجتمعوا عليه ، وقول الشاعر :وتحدثوا ملأ ، لتصبح أمنا عذراء ، لا كهل ولا مولود
تنادوا يا لبهثة ، إذ رأونا فقلنا : أحسني ملأ جهينا
أي أحسني أخلاقا يا جهينة ، والجمع أملاء . ويقال : أراد أحسني ممالأة أي معاونة من قولك : مالأت فلانا أي عاونته وظاهرته . والملأ في كلام العرب : الخلق ، يقال : أحسنوا أملاءكم أي أحسنوا أخلاقكم . وفي حديث أبي قتادة - رضي الله عنه - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما تكابوا على الماء في تلك الغزاة لعطش نالهم - وفي طريق : لما ازدحم الناس على الميضأة - قال لهم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " أحسنوا الملأ ، فكلكم سيروى " . قال ابن الأثير : وأكثر قراء الحديث يقرءونها أحسنوا الملء ، بكسر الميم وسكون اللام من ملء الإناء ، قال : وليس بشيء . وفي الحديث أنه قال لأصحابه حين ضربوا الأعرابي الذي بال في المسجد : " أحسنوا أملأكم أي أخلاقكم " . وفي غريب أبي عبيدة : ملأ أي غلبة . وفي حديث الحسن أنهم ازدحموا عليه فقال : " أحسنوا أملاءكم أيها المرؤون " . والملأ : العلية ، والجمع أملاء أيضا . وما كان هذا الأمر عن ملإ منا أي تشاور واجتماع . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - حين طعن : أكان هذا عن ملإ منكم ، أي مشاورة من أشرافكم وجماعتكم . والملأ : الطمع والظن ؛ عن ، وبه فسر قوله وتحدثوا ملأ ، البيت الذي تقدم ، وبه فسر أيضا قوله : ابن الأعرابي
فقلنا أحسني ملأ جهينا
أي أحسني ظنا . والملاءة ، بالضم والمد ، الريطة ، وهي الملحفة ، والجمع ملاء . وفي حديث الاستسقاء : فرأيت السحاب يتمزق كأنه الملاء حين تطوى . الملاء ، بالضم والمد : جمع ملاءة ، وهي الإزار والريطة . وقال بعضهم : إن الجمع ملأ ، بغير مد ، والواحد ممدود ، والأول أثبت . شبه تفرق الغيم واجتماع بعضه إلى بعض في أطراف السماء بالإزار إذا جمعت أطرافه وطوي . ومنه حديث قيلة : وعليه أسمال مليتين ، هو تصغير ملاءة مثناة المخففة الهمز ، وقول أبي خراش :كأن الملاء المحض ، خلف ذراعه ، صراحية والآخني المتحم عنى بالمحض هنا الغبار الخالص ، شبهه بالملاء من الثياب .