مني : المنى ، بالياء : القدر ، قال الشاعر :
دريت ولا أدري منى الحدثان
مناه الله يمنيه : قدره . ويقال : منى الله لك ما يسرك أي قدر الله لك ما يسرك ، وقول صخر الغي :لعمر أبي عمرو لقد ساقه المنى إلى جدث يوزى له بالأهاضب
ولا تقولن لشيء : سوف أفعله حتى تلاقي ما يمني لك الماني
حتى تبين ما يمني لك الماني
أي ما يقدر لك القادر ، وأورد الجوهري عجز بيت :حتى تلاقي ما يمني لك الماني
وقال فيه : الشعر ابن بري لسويد بن عامر المصطلقي وهو :لا تأمن الموت في حل ولا حرم إن المنايا توافي كل إنسان
واسلك طريقك فيها غير محتشم حتى تلاقي ما يمني لك الماني
لا تأمنن ، وإن أمسيت في حرم حتى تلاقي ما يمني لك الماني
فالخير والشر مقرونان في قرن [ ص: 139 ] بكل ذلك يأتيك الجديدان
[ عمرو ذو الكلب الكاهلي الهذلي ] :
منت لك أن تلاقيني المنايا أحاد أحاد في الشهر الحلال أي قدرت لك الأقدار . وقال الشرقي بن القطامي : المنايا الأحداث ، والحمام الأجل ، والحتف القدر ، والمنون الزمان ، قال : المنية قدر الموت ; ألا ترى إلى قول ابن بري أبي ذؤيب :
منايا يقربن الحتوف لأهلها جهارا ، ويستمتعن بالأنس الجبل
تنصيت القلاص إلى حكيم خوارج من تبالة أو مناها
فما رجعت بخائبة ركاب حكيم بن المسيب منتهاها
أمست مناها بأرض ما يبلغها بصاحب الهم ، إلا الجسرة الأجد
إذا ما المرء كان أبوه عبس فحسبك ما تريد إلى الكلام
درس المنا بمتالع فأبان
قيل : إنه أراد بالمنا المنازل فرخمها كما قال العجاج :قواطنا مكة من ورق الحما
أراد الحمام . قال الجوهري : قوله درس المنا أراد المنازل ، ولكنه حذف الكلمة اكتفاء بالصدر ، وهو ضرورة قبيحة . والمني ، مشدد : ماء الرجل ، والمذي والودي مخففان ، وأنشد ابن بري للأخطل يهجو جريرا :مني العبد ، عبد أبي سواج أحق من المدامة أن تعيبا
أتحلف لا تذوق لنا طعاما وتشرب مني عبد أبي سواج ؟
أسلمتموها فباتت غير طاهرة مني الرجال على الفخذين كالموم
عفت الديار محلها فمقامها بمنى ، تأبد غولها فرجامها
هل من سبيل إلى خمر فأشربها أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج ؟
[ ص: 140 ]
تمنى كتاب الله أول ليله وآخره لاقى حمام المقادر
تمنى كتاب الله آخر ليله تمني داود الزبور على رسل
فلا يغرنك ما منت وما وعدت إن الأماني والأحلام تضليل !
قامت تريك لقاحا بعد سابعة والعين شاحبة ، والقلب مستور
كأنها بصلاها ، وهي عاقدة ، كور خمار على عذراء معجور قال شمر : وقال : منية القلاص والجلة سواء عشر ليال . وروي عن بعضهم أنه قال : تمتنى القلاص لسبع ليال إلا أن تكون قلوص عسراء الشولان طويلة المنية فتمتنى عشرا وخمس عشرة ، والمنية التي هي المنية سبع ، وثلاث للقلاص وللجلة عشر ليال . وقال ابن شميل أبو الهيثم يرد على من قال تمتنى القلاص لسبع : إنه خطأ ، إنما هو تمتني القلاص ، لا يجوز أن يقال امتنيت الناقة أمتنيها فهي ممتناة ، قال : وقرئ على نصير وأنا حاضر . يقال : أمنت الناقة فهي تمني إمناء ، فهي ممنية وممن ، وامتنت ، فهي ممتنية إذا كانت في منيتها على أن الفعل لها دون راعيها ، وقد امتني للفحل ، قال : وأنشد في ذلك يصف بيضة : لذي الرمة
وبيضاء لا تنحاش منا ، وأمها إذا ما رأتنا زيل منا زويلها
نتوج ، ولم تقرف لما يمتنى له إذا نتجت ماتت وحي سليلها
وحتى استبان الفحل بعد امتنائها من الصيف ، ما اللاتي لقحن وحولها
نتوج ولم تقرف لما يمتنى له بكسر الراء ، يقال : أقرف الأمر إذا داناه أي لم تقرف هذه البيضة لما له منية أي هذه البيضة حملت بالفرخ من جهة غير جهة حمل الناقة ، قال : والذي رواه الجوهري أيضا صحيح أي لم تقرف بفحل يمتنى له أي لم يقارفها فحل . والمنوة : كالمنية ; قلبت الياء واوا للضمة ، وأنشد أبو حنيفة لثعلبة بن عبيد يصف النخل :
تنادوا بجد ، واشمعلت رعاؤها لعشرين يوما من منوتها تمضي
ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثمت قلت لا يعنيني
نماني بها أكفاءنا ونهينها ونشرب في أثمانها ونقامر
أماني به الأكفاء في كل موطن وأقضي فروض الصالحين وأقتري
علقتها قبل انضباح لوني وجبت لماعا بعيد البون
من أجلها بفتية مانوني
فإن لا يكن فيها هرار ، فإنني بسل يمانيها إلى الحول خائف
إياك في أمرك والمهاواة وكثرة التسويف والمماناة
صلب عصاه للمطي منهم ليس يماني عقب التجسم
كأن دموع العين ، لما تحللت مخارم بيضا من تمن جمالها
قبلن غروبا من سميحة أترعت بهن السواني ، فاستدار محالها
ألا هل أتى التيم بن عبد مناءة على الشنء ، فيما بيننا ، ابن تميم
إحدى بني بكر بن عبد مناه بين الكثيب الفرد فالأمواه