فصل
، وربما بايعهم على الموت ، وبايعهم على الجهاد كما بايعهم على الإسلام ، وبايعهم على الهجرة قبل الفتح ، وبايعهم على التوحيد ، والتزام طاعة الله ورسوله ، وبايع نفرا من أصحابه ألا يسألوا الناس شيئا . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع أصحابه في الحرب على ألا يفروا
[ ص: 87 ] ( وكان السوط يسقط من يد أحدهم ، فينزل عن دابته ، فيأخذه ، ولا يقول لأحد : ناولني إياه ) .
وكان يشاور أصحابه في أمر الجهاد ، وأمر العدو ، وتخير المنازل ، وفي " المستدرك " عن : ( أبي هريرة ) . ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( ) . وكان يتخلف في ساقتهم في المسير ، فيزجي الضعيف ، ويردف المنقطع ، وكان أرفق الناس بهم في المسير
( ) ، فيقول مثلا إذا أراد غزوة وكان إذا أراد غزوة ورى بغيرها حنين : كيف طريق نجد ومياهها ومن بها من العدو ونحو ذلك .
وكان يقول : ( الحرب خدعة ) .
( وكان يبعث العيون يأتونه بخبر عدوه ، ويطلع الطلائع ، ويبيت [ ص: 88 ] الحرس ) .
( وكان إذا لقي عدوه ، وقف ودعا ، واستنصر الله ، وأكثر هو وأصحابه من ذكر الله ، وخفضوا أصواتهم ) .
وكان يرتب الجيش والمقاتلة ، ويجعل في كل جنبة كفئا لها ، وكان يبارز بين يديه بأمره ، وكان يلبس للحرب عدته ، ( ) . وربما ظاهر بين درعين ، وكان له الألوية والرايات
( ) . وكان إذا ظهر على قوم ، أقام بعرصتهم ثلاثا ، ثم قفل
( وكان إذا أراد أن يغير ، انتظر ، فإن سمع في الحي مؤذنا ، لم يغر وإلا أغار ) . ( ) . وكان ربما بيت عدوه ، وربما فاجأهم نهارا
( وكان يحب الخروج يوم الخميس بكرة النهار ) وكان العسكر إذا نزل [ ص: 89 ] انضم بعضه إلى بعض حتى لو بسط عليهم كساء لعمهم .
( وكان يرتب الصفوف ويعبئهم عند القتال بيده ، ويقول : تقدم يا فلان ، تأخر يا فلان ) .
وكان يستحب للرجل منهم أن يقاتل تحت راية قومه .