[ ص: 249 ] والمحبة أنواع  متعددة : فأفضلها وأجلها : المحبة في الله ولله ، وهي تستلزم محبة ما أحب الله ، وتستلزم محبة الله ورسوله . 
ومنها محبة الاتفاق في طريقة ، أو دين ، أو مذهب ، أو نحلة أو قرابة ، أو صناعة ، أو مراد ما . 
ومنها : محبة لنيل غرض من المحبوب ، إما من جاهه أو من ماله أو من تعليمه وإرشاده ، أو قضاء وطر منه ، وهذه هي المحبة العرضية التي تزول بزوال موجبها ، فإن من ودك لأمر ، ولى عنك عند انقضائه . 
وأما محبة المشاكلة والمناسبة التي بين المحب والمحبوب ، فمحبة لازمة لا تزول إلا لعارض يزيلها ، ومحبة العشق من هذا النوع ، فإنها استحسان روحاني ، وامتزاج نفساني ، ولا يعرض في شيء من أنواع المحبة من الوسواس والنحول ، وشغل البال ، والتلف ما يعرض من العشق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					