أما قوله تعالى : ( على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : (الموسع) : الغني الذي يكون في سعة من غناه، يقال : أوسع الرجل : إذا كثر ماله واتسعت حاله، ويقال : أوسعه كذا ؛ أي وسعه عليه، ومنه قوله تعالى : ( وإنا لموسعون ) [الذاريات : 47] وقوله : ( قدره ) أي قدر إمكانه وطاقته، فحذف المضاف، والمقتر الذي في ضيق من فقره ، وهو المقل الفقير، وأقتر : إذا افتقر.
المسألة الثانية : ابن كثير ونافع وأبو بكر عن عاصم : (قدره) بسكون الدال، والباقون : ( قرأ قدره ) بفتح الدال، وهما لغتان في جميع معاني القدر، يقال : قدر القوم أمرهم يقدرونه قدرا، وهذا قدر هذا، واحمل على رأسك قدر ما تطيق، وقدر الله الرزق يقدره ويقدره قدرا، وقدرت الشيء بالشيء أقدره قدرا، وقدرت على الأمر أقدر عليه قدرة، كل هذا يجوز فيه التحريك والتسكين، يقال : هم يختصمون في القدر والقدر، وخدمته بقدر كذا وبقدر كذا، قال الله تعالى : ( فسالت أودية بقدرها ) [الرعد : 17] وقال : ( وما قدروا الله حق قدره ) [الأنعام : 91] ولو حرك لكان جائزا، وكذلك : ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) [القمر : 49] ولو خفف جاز.