الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة :

                                                                                                                                                                                                                                            طعن قوم في قولهم " الاسم ما يصح الإخبار عنه " بأن قالوا : لفظة " أين وكيف وإذا " أسماء مع أنه لا يصح الإخبار عنها ، وأجاب عبد القاهر النحوي عنه : بأنا إذا قلنا " الاسم ما جاز الإخبار عنه " أردنا به ما جاز الإخبار عن معناه ، ويصح الإخبار عن معنى (إذا) لأنك إذا قلت : آتيك إذا طلعت الشمس ، كان المعنى آتيك وقت طلوع الشمس ، والوقت يصح الإخبار عنه ، بدليل أنك تقول : طاب الوقت ، وأقول : وهذا العذر ضعيف ؛ لأن " إذا " ليس معناه الوقت فقط ، بل معناه الوقت حال ما تجعله ظرفا لشيء آخر ، والوقت حال ما جعل ظرفا لحادث آخر فإنه لا يمكن الإخبار عنه ألبتة ، فإن قالوا : لما كان أحد أجزاء ماهيته اسما وجب كونه اسما ، فنقول : هذا باطل ؛ لأنه إن كفى هذا القدر في كونه اسما وجب أن يكون الفعل اسما : لأن الفعل أحد أجزاء ماهيته المصدر ، وهو اسم ، ولما كان هذا باطلا فكذا ما قالوه .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الرابعة :

                                                                                                                                                                                                                                            في تقرير النوع الثاني من تقسيم الكلمة أن تقول : الكلمة إما أن يكون معناها مستقلا بالمعلومية أو لا يكون ، والثاني هو الحرف ، أما الأول : فإما أن يدل ذلك اللفظ على الزمان المعين لمعناه وهو الفعل ، أو لا يدل وهو الاسم ، وفي هذا القسم سؤالات نذكرها في حد الاسم والفعل .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية