الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : قالوا : الفاعل كالجزء من الفعل ، والمفعول ليس كذلك ، وفي تقريره وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أنهم قالوا : ضربت فأسكنوا لام الفعل ؛ لئلا يجتمع أربع متحركات ، وهم يحترزون عن تواليها في كلمة واحدة ، وأما بقرة ، فإنما احتملوا ذلك فيها ؛ لأن التاء زائدة ، واحتملوا ذلك في المفعول كقولهم : ضربك ، وذلك يدل على أنهم اعتقدوا أن الفاعل جزء من الفعل ، وأن المفعول منفصل عنه .

                                                                                                                                                                                                                                            الثاني : أنك تقول : الزيدان قاما ، أظهرت الضمير للفاعل ، وكذلك إذا قلت : زيد ضرب وجب أن يكون الفعل مسندا إلى الضمير المستكن طردا للباب .

                                                                                                                                                                                                                                            والثالث : وهو الوجه العقلي - أن مفهوم قولك : ضرب هو أنه حصل الضرب لشيء ما في زمان مضى ، فذلك الشيء الذي حصل له الضرب جزء من مفهوم قولك : ضرب ، فثبت أن الفاعل جزء من الفعل .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية