( 2817 ) فصل : فإن كان المشتركان في الاسم الخاص من أصلين مختلفين  ، فهما جنسان ; كالأدقة ، والأخباز ، والخلول ، والأدهان ، وعصير الأشياء المختلفة ، كلها أجناس مختلفة باختلاف أصولها . وحكي عن  أحمد  ، أن خل التمر ، وخل العنب ، جنس . وحكي ذلك عن  مالك    ; لأن الاسم الخاص يجمعهما . والصحيح أنهما جنسان ; لأنهما من أصلين مختلفين ، فكانا جنسين ، كدقيق الحنطة ، ودقيق الشعير . وما ذكر للرواية الأخرى منتقض بسائر فروع الأصول التي ذكرناها . 
وكل نوع مبني على أصله ، فإذا كان شيئان من أصلين فهما جنسان ، فزيت الزيتون ، وزيت البطم ، وزيت الفجل ، أجناس . ودهن السمك والشيرج ، ودهن الجوز ، ودهن اللوز والبزر أجناس . وعسل النحل ، وعسل القصب ، جنسان . وتمر النخل ، وتمر الهند  جنسان . وكل شيئين أصلهما واحد فهما جنس واحد ، وإن اختلفت مقاصدهما ; فدهن الورد ، والبنفسج ، والزئبق ، ودهن الياسمين ، إذا كانت من دهن واحد ، فهي جنس واحد . 
وهذا الصحيح من مذهب  الشافعي  ، وله قول آخر : لا يجري الربا فيها ; لأنها لا تقصد للأكل . وقال  أبو حنيفة    : هي أجناس ; لأن مقاصدها مختلفة . 
ولنا ، أنها كلها شيرج ، وإنما طيبت بهذه الرياحين ، فنسبت إليها ، فلم تصر أجناسا ، كما لو طيب سائر أنواع الأجناس . وقولهم : لا تقصد الرياحين للأكل . قلنا : هي صالحة للأكل ، وإنما تعد لما هو أعلى منه ، فلا تخرج عن كونها مأكولة بصلاحها لغيره . وقولهم : إنها أجناس . لا يصح ; لأنها من أصل واحد ، ويشملها اسم واحد ، فكانت جنسا ، كأنواع التمر ، والحنطة . 
( 2818 ) فصل : وقد يكون الجنس الواحد مشتملا على جنسين  ، كالتمر ، يشتمل على النوى وغيره ، وهما جنسان ، واللبن ، يشتمل على المخيض والزبد ، وهما جنسان ، فما داما متصلين اتصال الخلقة فهما جنس واحد ، فإذا ميز أحدهما من الآخر ، صارا جنسين ، حكمهما حكم الجنسين الأصليين . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					