الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3293 ) فصل : فأما المكاتب ، فالصحيح أنه لا يصح رهنه . وهو مذهب الشافعي ; لأن استدامة القبض في الرهن شرط في الصحيح ، ولا يمكن ذلك في المكاتب . وقال القاضي : قياس المذهب صحة رهنه . وهو مذهب مالك ; لأنه يجوز بيعه وإيفاء الدين من ثمنه .

                                                                                                                                            فعلى هذا يكون ما يؤديه من نجوم كتابته رهنا معه ، فإن عجز ثبت الرهن فيه وفي اكتسابه ، وإن عتق كان ما أداه من نجومه رهنا ، بمنزلة ما لو كسب العبد القن ، ثم مات .

                                                                                                                                            ( 3294 ) فصل : وأما من علق عتقه بصفة تحل قبل حلول الحق ، كمن علق عتقه بهلال رمضان ، ومحل الحق آخره ، لم يصح رهنه ; لكونه لا يمكن بيعه عند حلول الحق ، ولا استيفاء الدين من ثمنه . وإن كان الدين يحل قبلها ، مثل أن يعلق عتقه بآخر رمضان ، والحق يحل في أوله ، صح رهنه ; لإمكان استيفاء الدين من ثمنه ، فإن كانت تحتمل الأمرين ، كقدوم زيد ، فقياس المذهب صحة رهنه ; لأنه في الحال محل للرهن يمكن أن يبقى حتى يستوفي الدين من ثمنه ، فصح رهنه ، كالمريض والمدبر . وهذا مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه . ويحتمل أن لا يصح رهنه ; لأن فيه غررا ، إذ يحتمل أن يعتق قبل حلول الحق ، ولأصحاب الشافعي فيه اختلاف على نحو ما ذكرنا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية