الأساس اللغـوي
وهو الأساس الأول في فهم النص، وهو أساس عام لكل نص في كل لغة، فلا يتوقع فهم لمن لا يعرف لغة "ما" لنص مكتوب بها.
فإذا أضفنا إلى ذلك ما تتميز به اللغة العربية -التي نزل بها القرآن الكريم ( نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين ) (الشعراء:193-195) . وتكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم في بيانه، وهو أفصح العرب- من أساليب متعددة منها الحقيقة والمجاز، وما طرأ على المفردات اللغوية على سعتها من تغير في الدلالات، وما تتسع له اللغة العربية من الاشتقاق، وغير ذلك مما تحفل به مراجع اللغة بنحوها وصرفها وفقهها وأساليبها وبلاغتها وآدابها - عرفنا كيف يخطئ في الفهم، ويقع في التناقض، من يجهل هـذه الجوانب اللغوية في التعامل مع النصوص الواردة بها، وأهمها وأشرفها [ ص: 34 ] بعد كتاب الله تعالى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وإهمال هـذا الأساس يجعلنا كذلك المستشرق الذي فسر كلمة "الطائر" في قوله تعالى: ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) (الإسراء:13) . بأنه العصفور وغيره من الطيور التي عنى بها في حياته.