لأنه أقل ضررا على الأحياء من الورثة وأشبه بمساكن الآخرة وأكثر للدعاء له والترحم عليه ولم تزل الصحابة والتابعون فمن بعدهم يقبرون في الصحراء ( سوى النبي صلى الله عليه وسلم ) فإنه قبر في بيته قالت ( والدفن في صحراء أفضل ) من الدفن بالعمران " لئلا يتخذ قبره مسجدا رواه عائشة ولأنه روي { البخاري تدفن الأنبياء حيث يموتون } مع أنه صلى الله عليه وسلم كان يدفن أصحابه بالبقيع وفعله أولى من فعل غيره وإنما أصحابه رأوا تخصيصه بذلك صيانة عن كثرة الطرق ، وتمييزا له عن غيره صلى الله عليه وسلم ( واختار صاحباه ) أبو بكر رضي الله عنهما ( الدفن معه تشرفا وتبركا ولم يزد عليهما لأن الخرق يتسع ، والمكان ضيق وجاءت أخبار تدل على دفنهم كما وقع ) ذلك ( ذكره وعمر [ ص: 141 ] وغيره ويحرم المجد ، لقوله صلى الله عليه وسلم { إسراجها ) أي : القبور } رواه : لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج أبو داود بمعناه ولو أبيح لم يلعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله ولأن في ذلك تضييعا للمال من غير فائدة ، ومغالاة في تعظيم الأموات يشبه تعظيم الأصنام . والنسائي