( ومن كان في لجة البحر عند هيجانه    ) أي : ثورانه بهبوب الريح العاصف فكمرض مخوف لأن الله تعالى وصف هذه الحالة بشدة الخوف بقوله {    : وظنوا أنهم أحيط بهم    } ( أو قدم ليقتل قصاصا  أو غيره ) فكمرض مخوف وأولى لظهور التلف وقربه ( أو أسر عند من عادتهم القتل ) فكمرض مخوف لأنه يترقبه وإن لم تكن عادتهم القتل فعطاياه كصحيح ( أو حامل عند مخاض ) أي : طلق ( حتى تنجو من نفاسها مع ألم ولو ) كان الطلق ( بسقط تام الخلق ) فكمرض مخوف للخوف الشديد ( بخلاف المضغة ) إذا وضعتها فعطاياها كعطايا الصحيح ( إلا أن يكون ثم مرض أو ألم ) قاله في المغني . 
فعطاياها إذن كالمريض المخوف ( أو حبس ليقتل ) فكمرض مخوف ( أو جرح جرحا موحيا مع ثبات عقله فكمرض مخوف ) لأن  عمر  رضي الله عنها لما جرح سقاه الطبيب لبنا فخرج من جرحه فقال له الطبيب " اعهد إلى الناس فعهد إليهم ووصى " فاتفق الصحابة على قبول عهده ووصيته  وعلي  بعد ضرب ابن ملجم  أوصى وأمر ونهى فلم يحكم ببطلان قوله : ومع عدم ثبات عقله لا حكم لعطيته بل ولا لكلامه ( وحكم من ذبح ) كميت ( أو أبينت حشوته  وهي أمعاؤه لا خرقها فقط ) من غير إبانة ( كميت ) فلا يعتد بكلامه قال  الموفق  في فتاويه : إن خرجت حشوته ولم تبن ، ثم مات ولده  ورثه . 
وإن أبينت فالظاهر يرثه لأن الموت زهوق النفس وخروج الروح ، ولم يوجد ، ولأن الطفل يرث ويورث بمجرد استهلاله وإن كان لا يدل على حياة أثبت من حياة هذا قال في الفروع : وظاهر هذا من الشيخ  أن من ذبح ليس كميت مع بقاء روحه . 
				
						
						
