( فأما إن فولاء ولدها ) ذكرا أو أنثى أو خنثى واحدا أو أكثر [ ص: 505 ] ( لمولى أمه ) التي هي زوجة العبد يعقل عنه ويرثه إذا مات ، لكونه سبب الإنعام عليه لأنه إنما صار حرا بسبب عتق أمه ( فإن أعتق العبد ) الذي هو الأب ( انجر ولاؤه ) أي ولاء العتيقة منه على مولى الأم ( إلى معتقه ) فيصير له الولاء على العتيق وأولاده لأن الأب لما كان مملوكا لم يكن يصلح وارثا ولا وليا في نكاح ابنه كولد الملاعنة ينقطع نسبه عن أبيه ، فيثبت الولاء لمولى أمه وينتسب إليها فإذا أعتق الأب صلح الانتساب إليه وعاد وارثا ووليا فعادت النسبة إليه وإلى مواليه ، وصار بمنزلة ما لو استلحق الملاعن ولده . تزوج العبد ومثله المكاتب والمدبر والمعلق عتقه بصفة : معتقة ) لغير سيده ( فأولدها
وروى عبد الرحمن عن أنه لما قدم الزبير خيبر رأى فتية لعسا فأعجبه ظرفهم وجمالهم فسأل عنهم فقيل له : إنهم موالي ، وأبوهم مملوك لآل رافع بن خديج الحرقة فاشترى أباهم فأعتقه وقال لأولاده : انتسبوا إلي فإن ولاءكم لي فقال الزبير : الولاء لي ، لأنهم عتقوا بعتق أمهم فاحتكموا إلى رافع بن خديج فقضى بالولاء عثمان " فاجتمعت الصحابة عليه . للزبير
واللعس سواد في الشفتين تستحسنه العرب ( ولا يعود ) الولاء الذي جره مولى الأب ( إلى مولى أمه بحال ) فلو عاد الولاء إلى بيت المال دون موالي الأم لأن الولاء لا يجري مجرى النسب ولو انقرض الأب وآباؤه لم يعد النسب إلى الأم فكذا الولاء فلو ولدت بعد عتق الأب كان ولاء ولدها لموالي أبيه بغير خلاف ( فإن نفاه ) أي الولد ( الأب باللعان عاد ولاؤه إلى موالي الأم لأننا تبينا أنه لم يكن له أب ينتسب إليه فإن عاد ) الأب ( فاستلحقه ) لحقه ( وعاد الولاء إلى موالي الأب ) لعود النسب إليه . انقرض موالي الأب