( ويجلس مفترشا  يفرش رجله اليسرى ، ويجلس عليها ، وينصب اليمنى ، ويخرجها من تحته ، ويجعل بطون أصابعها على الأرض مفرقة ، معتمدا عليها لتكون أطراف أصابعها إلى القبلة ) لقول  أبي حميد  في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم { ثنى رجله اليسرى وقعد عليها ، واعتدل حتى رجع كل عظم  [ ص: 354 ] في موضعه   } . 
وفي حديث  عائشة    { وكان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى   } متفق عليه ( باسطا يديه على فخذيه ، مضمومة الأصابع ) قياسا على جلوس التشهد ، ولأن هذا مما توارثه الخلف عن السلف ( قائلا : رب اغفر لي ) لما روى  حذيفة  أن النبي " صلى الله عليه وسلم { كان يقول بين السجدتين    : رب اغفر لي ،   } رواه  النسائي   وابن ماجه  ، وإسناده ثقات . 
قاله في المبدع ، وإن قال : رب اغفر لنا أو اللهم اغفر لنا ، فلا بأس ، قاله في الشرح ( ثلاثا ، وهو الكمال هنا ، وتقدم ) عند ذكر تسبيح الركوع ، قال في المبدع : ولا يكره في الأصح لما ورد عن  ابن عباس    . 
قال { كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين اللهم اغفر لي وارحمني ، واهدني ، وارزقني ، وعافني   } رواه أبو داود    . 
( ولا تكره الزيادة على قول : رب اغفر لي  ، ولا على سبحان ربي العظيم و ) لا على ( سبحان ربي الأعلى ، في الركوع والسجود ، مما ورد ) من دعاء أو نحوه ، ومنه ما روى  أبو هريرة    { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وسره وعلانيته   } رواه  مسلم    . 
وقال صلى الله عليه وسلم { وأما السجود : فأكثروا فيه من الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم   } رواه  مسلم  ومعنى " قمن " حقيق وجدير ، ( ثم يسجد ) السجدة ( الثانية كالأولى ) فيما تقدم من التكبير والتسبيح والهيئة . 
لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك وإنما شرع تكرار السجود في كل ركعة دون غيره لأن السجود أبلغ ما يكون في التواضع ، لأن المصلي لما ترقى في الخدمة ، بأن قام ، ثم ركع ، ثم سجد ، فقد أتى بغاية الخدمة ، ثم أذن له في الجلوس في خدمة المعبود ، فسجد ثانيا شكرا على اختصاصه إياه بالخدمة وعلى استخلاصه من غواية الشيطان إلى عبادة الرحمن ( ثم يرفع رأسه مكبرا ) لأنه صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل خفض ورفع ( قائما على صدور قدميه ، معتمدا على ركبتيه بيديه ) نص عليه لحديث  وائل بن حجر    . 
وعن  ابن عمر  قال { نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتمد الرجل على يديه ، إذا نهض في الصلاة    } رواه أبو داود  ولأنه أشق فكان أفضل ، كالتجافي ( إلا أن يشق عليه ) الاعتماد على ركبتيه  ، لكبر ، أو ضعف ، أو مرض ، أو سمن ، ونحوه ( فيعتمد بالأرض ) لما روى  الأثرم  عن  علي  قال { من السنة في الصلاة المكتوبة إذا نهض أن لا يعتمد بيديه على الأرض إلا أن يكون شيخا كبيرا لا يستطيع   } . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					