عوامل عولمة نظم التربية العربية ومظاهرها ونتائجها
بين العرض السابق مظاهر العولمة الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية في البلاد العربية ومتطلباتها التربوية، أي أن التربية عملية داعمة لعولمة هذه المجالات، والعكس صحيح، على أساس أن التربية نظام يتبادل عمليات التفاعلات المباشرة وغير المباشرة مع مختلف نظم المجتمع، وبالتالي ما كان يمكن عولمة هذه المظاهر لولا عولمة التربية؛ لأن التربية (نظام حياة المجتمع) نشأ لتطويره في شتى نواحي حياته؛ حتى يعيد إنتاج قطاعات المجتمع بالصورة التي ترسمها العولمة.
وإذا كانت نظم التربية العربية واقعة اليوم تحت آليات فعل العولمة ومستسلمة لتأثيراتها المختلفة، غير أن هناك جملة من العوامل والأسباب القديمة، التي تكونت عبر مسيرة تحديث نظم التربية العربية كغيرها من نظم المجتمع الأخرى والتي هيأت الظروف المجتمعية لكي تمارس العولمة -في العصر الحاضر-كل آليات فعلها.
وقبل عرض مظاهر عولمة نظم التربية العربية يمكن تناول عوامل عولمة هذه النظم، وذلك على النحو الآتي: [ ص: 145 ]