قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : ونا
يوسف بن عبد الله بن عبد البر قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن القاسم نا
nindex.php?page=showalam&ids=12956ابن الورد نا
ابن عبد الرحيم الرقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16493عبد الملك بن هشام عن
زياد بن عبد الله البكائي عن
محمد بن إسحاق الزهري عن
nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48139سمعت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب يقول : لما توفي عبد الله بن أبي دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 139 ] للصلاة عليه فقام إليه فلما وقف إليه يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت : يا رسول الله أتصلي على عدو الله عبد الله بن أبي ؟ القائل كذا يوم كذا ، والقائل كذا في يوم كذا ، أعدد أيامه حتى إذا أكثرت عليه قال يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أخر عني إني قد خيرت فاخترت قد قيل لي { nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80استغفر لهم أو لا تستغفر لهم } فلو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت قال : ثم صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشى معه حتى قام على قبره حتى فرغ منه ، قال : فعجبت لي ولجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم ، فوالله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان { nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=84ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره } إلى قوله تعالى { nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=84وهم فاسقون } فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على منافق حتى قبضه الله تعالى } . حدثنا
عبد الله بن ربيع نا
محمد بن معاوية نا
أحمد بن شعيب نا
محمد بن عبد الله بن المبارك نا
حجير بن المثنى نا
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل بن خالد عن
ابن شهاب عن
nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48140لما توفي عبد الله بن أبي ابن سلول دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت ، ثم قلت : يا رسول الله أتصلي على ابن أبي ؟ وقال يوم كذا : كذا وكذا ، أعدد عليه ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : أخر عني يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فلما أكثرت عليه قال : إني خيرت فاخترت فلو علمت أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت عليها ، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف ، فما مكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة المذكورتان ، قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : فعجبت من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم } والله أعلم . حدثنا
أحمد بن عمر بن أنس العذري نا
nindex.php?page=showalam&ids=12002أبو ذر الهروي نا
عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي نا
إبراهيم بن خريم نا
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد نا
إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن
عكرمة قال {
لما حضر عبد الله بن أبي الموت ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجرى بينهما كلام فقال له عبد الله بن أبي : قد أفقه ما تقول ولكن من علي اليوم وكفني بقميصك هذا ، وصل علي ؟ قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فكفنه [ ص: 140 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم بقميصه وصلى عليه } - والله أعلم - أي صلاة كانت ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخدع إنسانا قط غير أنه قال يوم
الحديبية : كلمة حسنة ، قال
الحكم : فسألت
عكرمة ما هذه الكلمة ؟ قال : قالت
قريش : يا
أبا حباب إنا قد منعنا
محمدا طواف هذا
البيت ، ولكنا نأذن لك ؟ فقال : لا ، لي في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة " . حدثنا
عبد الله بن ربيع نا
محمد بن معاوية نا
أحمد بن شعيب أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16304عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار عن
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن
عمرو بن دينار وسمع
nindex.php?page=showalam&ids=36جابرا يقول : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48142أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبر عبد الله بن أبي - وقد وضع في حفرته - فوقف فأمر به فأخرج من حفرته ، فوضعه على ركبتيه ، وألبسه قميصه ، ونفث عليه من ريقه } ، والله أعلم ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد رحمه الله : فهذا كله يوجب صحة ما قلناه لوجوه : أحدها - ظاهر الآية كما قلنا من أنهم كفروا قبل ، وماتوا على الفسق . والثاني - أن الله تعالى قد نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين عن الاستغفار جملة للمشركين بقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113أصحاب الجحيم } فلو كان
ابن أبي وغيره من المذكورين ممن تبين للنبي صلى الله عليه وسلم - أنهم كفار - بلا شك - لما استغفر لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا صلى عليه . ولا يحل لمسلم أن يظن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه خالف ربه في ذلك ، فصح يقينا أنه - عليه السلام - لم يعلم قط أن
عبد الله بن أبي والمذكورين كفار في الباطن ؟ روينا من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم نا
حرملة بن يحيى التجيبي نا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب نا
nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس عن
ابن شهاب أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب بن حور عن أبيه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48143لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل ، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عم قل : لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله ؟ فقال أبو جهل ، وعبد الله بن أبي أمية : أترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 141 ] يعرضها عليه ويعيدان عليه تلك المقالة ، حتى قال أبو طالب ، آخر ما كلمهم به : على ملة عبد المطلب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله تعالى { nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا } الآية ؟ } قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : فصح أن
nindex.php?page=treesubj&link=27928النهي عن الاستغفار للمشركين نزل
بمكة - بلا شك - فصح يقينا أنه - عليه السلام - لم يوقن أن
عبد الله بن أبي مشرك ولو أيقن أنه مشرك لما صلى عليه أصلا ، ولا استغفر له ، وكذلك تعديد
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب مقالات
عبد الله بن أبي ابن سلول : لا ، ولو كان عنده كافرا لصرح بذلك ، وقصد إليه ، ولم يطول بغيره . والثالث - شك
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر ، وتعجب
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر من معارضة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلاته على
عبد الله بن أبي ، وإقراره بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرف منه . والرابع - أن الله تعالى إنما نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عليهم والاستغفار لهم فقط ، ولم ينه سائر المسلمين عن ذلك ، وهذا لا ننكره ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي على من عليه دين لا يترك له وفاء ويأمر المسلمين بالصلاة عليهم . فصح يقينا بهذا أن معنى الآيات إنما هو أنهم كفروا بذلك من قولهم ، وعلم بذلك النبي عليه السلام والمسلمون . ثم تابوا في ظاهر الأمر ، فمنهم من علم الله تعالى أن باطنه كظاهره في التوبة ، ومنهم من علم الله تعالى أن باطنه خلاف ظاهره ، ولم يعلم ذلك النبي عليه السلام ولا أحد من المسلمين ، وهذا في غاية البيان - وبالله تعالى التوفيق .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=85وهم كافرون } .
قال فقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81فرح المخلفون } الآية ليس فيها نص على أنهم كفروا بذلك ، ولكنهم أتوا كبيرة من الكبائر كانوا بها عصاة فاسقين .
وقد ذكر الله تعالى هؤلاء بأعيانهم في سورة الفتح .
وبين تعالى هذا الذي قلناه هنالك بزيادة على ما ذكرهم به هاهنا ، فقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11سيقول لك [ ص: 142 ] المخلفون من الأعراب } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16عذابا أليما } فنص الله تعالى على أن أولئك المخلفين الذين أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يصلي على أحد منهم مات أبدا ، وأنهم كفروا بالله وبرسوله ، والذين أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا تعجبه أموالهم ولا أولادهم ، وأنه تعالى أراد أن تزهق أنفسهم وهم كافرون : أنهم مقبولة توبتهم إن تابوا في ظاهر أمرهم ، وفي الحكم بأن باطنهم : أن من كان منهم صحيح التوبة مطيعا إذا دعي بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجهاد فسيؤتيه أجرا عظيما ، وأن من تولى عذبه الله تعالى عذابا أليما .
فصح ما قلناه من أنهم كفروا فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كفروا ثم تابوا فقبل توبتهم ، ولم يعرف - عليه السلام - بعد التوبة من منهم الصادق في سر أمره ، ولا من منهم الكفر في باطن معتقده ، وهذا هو الحق الذي لا يجوز غيره بشهادة النصوص ، كما أوردنا آنفا - وبالله تعالى التوفيق .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=86وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=3فهم لا يفقهون } ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد رحمه الله : فهذه نص الآيات التي ذكرنا أيضا وقد تكلمنا فيها ، وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=90وجاء المعذرون من الأعراب } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10عذاب أليم } .
قال : وهذه الآية تبين ما قلناه نصا ، لأنه تعالى أخبر أن بعضهم كفار ، إلا أن كلهم عصاة ، فأما المبطنون للكفر منهم فلم يعلمهم النبي - عليه السلام - ولا علمهم أحد منهم إلا الله تعالى فقط .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=93إنما السبيل على الذين يستأذنونك } إلى قوله {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=96عن القوم الفاسقين } ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد رحمه الله : وهذه كالتي قبلها ، وقد قلنا : إن فيهم من كفر ، فأولئك الذين طبع الله على قلوبهم ، ولكن الله تعالى أرجأ أمرهم بقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94وسيرى الله عملكم ورسوله } .
فصح ما قلناه واتفقت الآيات كلها - والحمد لله رب العالمين .
[ ص: 143 ] وكذلك أخبر تعالى أن {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=95مأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون } وجهنم تكون جزاء على الكفر وتكون جزاء على المعصية ، وكذلك لا يرضى تعالى عن القوم الفاسقين ، وإن لم يكونوا كافرين .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=97الأعراب أشد كفرا ونفاقا } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=99إن الله غفور رحيم } ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : وهذه الآيات كلها تبين نص ما قلناه من أن فيهم كفارا في الباطن ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد رحمه الله : لا يعلم سرهم إلا الله تعالى ، وأما رسوله - عليه السلام - فلا .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=101وممن حولكم من الأعراب منافقون } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=227سميع عليم } ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : هذه الآية مبينة نص ما قلناه بيانا لا يحل لأحد أن يخالفه من أن النبي - عليه السلام - لا يعلم المنافقين - لا من
الأعراب ، ولا من أهل
المدينة - ولكن الله تعالى يعلمهم ، وأن منهم من يتوب فيعفو الله تعالى عنه ، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مأمور بأخذ زكوات جميعهم على ظاهر الإسلام .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم } ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد رحمه الله : وهذه كالتي قبلها ، وفيها ، أن بنيانهم للمسجد قصدوا به الكفر ، ثم أظهروا التوبة ، فعلم الله تعالى صدق من صدق فيها ، وكذب من كذب فيها .
ونعم {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم } وقد قدم الله تعالى أن من أذنب ذنبا فممكن أن لا يغفره له أبدا حتى يعاقبه عليه ، وهذا مقتضى هذه الآية .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=127لا يفقهون } ؟
[ ص: 144 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد رحمه الله : فهذه لا دليل فيها أصلا على أن القائلين بذلك معروفون بأعيانهم لكنها صفة وصفها الله تعالى يعرفونها من أنفسهم إذا سمعوها فقط .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=47ويقولون آمنا بالله وبالرسول } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=20هم الفائزون } ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : ليس في هذه الآية بيان أنهم معروفون بأعيانهم وإنما هي صفة من سمعها عرفها من نفسه ، وهي تخرج على وجهين :
أحدهما - أن يكون من فعل ذلك كافرا وهو أن يعتقد النفار عن حكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويدين بأن لا يرضى به فهذا كفر مجرد .
والوجه الثاني - ينقسم قسمين :
أحدهما - أن يكون فاعل ذلك متبعا لهواه في الظلم ومحاباة نفسه عارفا بقبح فعله في ذلك ومعتقدا أن الحق في خلاف فعله - فهذا فاسق ، وليس كافرا .
والثاني - أن يفعل ذلك مقلدا لإنسان في أنه قد شغفه تعظيمه إياه وحبه موهما نفسه أنه على حق ، وهذه الوجوه كلها موجودة في الناس فأهل هذين القسمين الآخرين مخطئون عصاة وليسوا كفارا ويكون معنى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=43وما أولئك بالمؤمنين } أي وما أولئك بالمطيعين ، لأن كل طاعة لله تعالى فهو إيمان ، وكل إيمان طاعة لله تعالى ، فمن لم يكن مطيعا لله تعالى في شيء ما فهو غير مؤمن في ذلك الشيء بعينه - وإن كان مؤمنا في غير ذلك مما هو فيه مطيع لله تعالى .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1يا أيها النبي اتق الله } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=92عليما حكيما } ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد رحمه الله : هذه الآية يقتضي ظاهرها أن أهواء الكافرين والمنافقين معروفة ، وهو أن يكفر جميع المؤمنين .
قال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء } فإذ أهواؤهم معروفة ففرض على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى كل مسلم أن لا يطيعهم في ذلك مما قد عرف أنه مرادهم ، وإن لم يشيروا عليه في ذلك برأي .
ولا يجوز أن يظن ظان أن الكفار والمنافقين أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
[ ص: 145 ] مشيرين عليه برأي راجين أن يتبعهم فيه ، فإذ الأمر كذلك فليس في الآية بيان أن المنافقين كانوا معروفين بأعيانهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يدري أنهم منافقون ، ولكنهم معروفة صفاتهم جملة ، ومن صفاتهم بلا شك إرادتهم أن يكون كل الناس كفارا .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=49إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض } الآية ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد رحمه الله : هذا أيضا ليس فيه بيان بأنهم قوم معروفون بأعيانهم وإنما هو خبر عن قائلين قالوا ذلك .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا } ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : وهذا أيضا ممكن أن يقوله
يهود ، وممكن أن يقوله أيضا قوم مسلمون خورا وجبنا ، وإذ كل ذلك ممكن فلا يجوز القطع من أجل هذه الآية على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرف أنهم منافقون .
وأما قول الله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13ويستأذن فريق منهم النبي } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15وكان عهد الله مسئولا } فإن هذا قد روي أنه كان نزل في
بني حارثة ،
وبني سلمة - وهم الأفاضل البدريون الأحديون - ولكنها كانت وهلة في استئذانهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم
الخندق ، وقولهم {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إن بيوتنا عورة } وفيهما نزلت {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما } . كما نا
عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد نا
إبراهيم بن أحمد نا
الفربري نا
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري نا
علي بن عبد الله نا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة
قال
عمرو بن دينار : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله يقول : فينا نزلت {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما } قال
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر : نحن الطائفتان
بنو حارثة وبنو سلمة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر : وما نحب أنها لم تنزل لقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122والله وليهما } ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : مع أنه ليس في الآية أن هذا كفر أصلا ، فبطل التعلق بها وبالله تعالى التوفيق .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قد يعلم الله المعوقين منكم } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=30وكان ذلك على الله يسيرا } .
[ ص: 146 ]
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : فهذه ليس فيها دليل على أنها في قوم معروفين بأعيانهم ولكنها صفة يعرفها من نفسه من سمع منهم هذه الآية ، إلا أن قول الله تعالى بعدها بيسير {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=24ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم } بيان جلي على بسط التوبة لهم ، وكل هؤلاء بلا خلاف من أحد من الأمة معترف بالإسلام ، لائذ بالتوبة فيما صح عليهم ، من قول يكون كفرا ومعصية .
فبطل التعلق بهذه الآية لمن ادعى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرفهم بأعيانهم ، ويعرف أنهم يعتقدون الكفر في باطنهم .
قال الله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1ولا تطع الكافرين والمنافقين } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=81وكفى بالله وكيلا } ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : قد مضى قولنا في قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1ولا تطع الكافرين والمنافقين } .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=48ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا } لا يختلف مسلمان في أنه ليس على ترك قتال الكافرين وإصغارهم ودعائهم إلى الإسلام ولكن فيما عدا ذلك ، وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=23ولن تجد لسنة الله تبديلا } ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : هذه الآية فيها كفاية لمن عقل ونصح نفسه ، لأن الله تعالى قطع بأنه إن لم ينته المنافقون ، والذين في قلوبهم مرض ، والمرجفون في
المدينة : ليغرين بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يجاورونه فيها إلا قليلا ، فأخبر تعالى أنهم يكونون إن لم ينتهوا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا - وإعراب - ملعونين - أنه حال لمجاورتهم - معناه لا يجاورونه إلا قليلا ملعونين .
ولو أراد الله تعالى غير هذا لقال : ملعونون على خبر ابتداء مضمر ثم أكد تعالى بأن هذا هو سنته تعالى التي لا تتبدل .
فنسأل من قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علمهم بأعيانهم وعلم نفاقهم ، هل انتهوا أو لم ينتهوا ؟ فإن قال : انتهوا ، رجع إلى الحق ، وصح أنهم تابوا ولم يعلم باطنهم - في
[ ص: 147 ] صحة التوبة أو كذبها - إلا الله تعالى وحده لا شريك له ، ولم يعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قط إلا الظاهر الذي هو الإسلام ، أو كفرا رجعوا عنه فأظهروا التوبة منه .
وإن قال : لم ينتهوا ، لم يبعد عن الكفر ، لأنه يكذب الله تعالى ، ويخبر أنه تعالى بدل سنته التي قد أخبر أنه لا يبدلها أو بدلها رسوله عليه السلام .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : وكل من وقف على هذا وقامت عليه الحجة ثم تمادى فهو كافر ، لأنه مكذب لله تعالى ، أو مجور لرسوله - عليه السلام - وكلا الأمرين كفر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : ولقد بلغني عن بعض من خذله الله تعالى أنه تلا هذه الآية ثم قال : ما انتهوا ولا أغراه بهم ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : نحن نبرأ إلى الله تعالى من هذا ، فإن قائله آفك كاذب ، عاص لله تعالى لا يحل له الكلام في الدين - ونسأل الله تعالى العافية .
وقال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25ومنهم من يستمع إليك } إلى قوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=14واتبعوا أهواءهم } ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد : من عصى الله تعالى فقد طبع على قلبه في الوجه الذي عصى فيه ، ولو لم يطبع على قلبه فيه لما عصى ؟ فقد يمكن أن يكون هؤلاء منافقين فإعلانهم بالتوبة ماح لما تقدم في الظاهر ، والله أعلم بالباطن وبالله تعالى التوفيق .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : ونا
يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ قَالَ : نا
nindex.php?page=showalam&ids=15829خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ نا
nindex.php?page=showalam&ids=12956ابْنُ الْوَرْدِ نا
ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الرَّقِّيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16493عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ
زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيِّ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الزُّهْرِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16523عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48139سَمِعْتُ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ : لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ ص: 139 ] لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَقَامَ إلَيْهِ فَلَمَّا وَقَفَ إلَيْهِ يُرِيدُ الصَّلَاةَ تَحَوَّلْتُ حَتَّى قُمْتُ فِي صَدْرِهِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُصَلِّي عَلَى عَدُوِّ اللَّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ؟ الْقَائِلِ كَذَا يَوْمَ كَذَا ، وَالْقَائِلِ كَذَا فِي يَوْمِ كَذَا ، أُعَدِّدُ أَيَّامَهُ حَتَّى إذَا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ يَا nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ أَخِّرْ عَنِّي إنِّي قَدْ خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ قَدْ قِيلَ لِي { nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ } فَلَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إنْ زِدْت عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ قَالَ : ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَشَى مَعَهُ حَتَّى قَامَ عَلَى قَبْرِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُ ، قَالَ : فَعَجِبْتُ لِي وَلِجُرْأَتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاَللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، فَوَاَللَّهِ مَا كَانَ إلَّا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ هَاتَانِ الْآيَتَانِ { nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=84وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ } إلَى قَوْله تَعَالَى { nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=84وَهُمْ فَاسِقُونَ } فَمَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُنَافِقٍ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى } . حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعٍ نا
مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ نا
أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ نا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ نا
حُجَيْرُ بْنُ الْمُثَنَّى نا
nindex.php?page=showalam&ids=15124اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16581عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ
ابْنِ شِهَابٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16523عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48140لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبَتَ ، ثُمَّ قُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ ؟ وَقَالَ يَوْمَ كَذَا : كَذَا وَكَذَا ، أُعَدِّدُ عَلَيْهِ ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : أَخِّرْ عَنِّي يَا nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ ، فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ : إنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ فَلَوْ عَلِمْتُ أَنِّي إنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَمَا مَكَثَ إلَّا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ الْآيَتَانِ مِنْ بَرَاءَةٍ الْمَذْكُورَتَانِ ، قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ : فَعَجِبْتُ مِنْ جُرْأَتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ } وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَنَسٍ الْعُذْرِيُّ نا
nindex.php?page=showalam&ids=12002أَبُو ذَرٍّ الْهَرَوِيُّ نا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَوَيْهِ السَّرَخْسِيُّ نا
إبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَيْمٍ نا
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ نا
إبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
عِكْرِمَةَ قَالَ {
لَمَّا حَضَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ الْمَوْتُ ، قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَجَرَى بَيْنَهُمَا كَلَامٌ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ : قَدْ أَفْقَهُ مَا تَقُولُ وَلَكِنْ مُنَّ عَلَيَّ الْيَوْمَ وَكَفِّنِّي بِقَمِيصِكَ هَذَا ، وَصَلِّ عَلَيَّ ؟ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : فَكَفَّنَهُ [ ص: 140 ] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَمِيصِهِ وَصَلَّى عَلَيْهِ } - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - أَيَّ صَلَاةٍ كَانَتْ ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَخْدَعْ إنْسَانًا قَطُّ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ
الْحُدَيْبِيَةِ : كَلِمَةً حَسَنَةً ، قَالَ
الْحَكَمُ : فَسَأَلْت
عِكْرِمَةَ مَا هَذِهِ الْكَلِمَةُ ؟ قَالَ : قَالَتْ
قُرَيْشٌ : يَا
أَبَا حَبَّابٍ إنَّا قَدْ مَنَعْنَا
مُحَمَّدًا طَوَافَ هَذَا
الْبَيْتِ ، وَلَكِنَّا نَأْذَنُ لَك ؟ فَقَالَ : لَا ، لِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " . حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعٍ نا
مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ نا
أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16304عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَسَمِعَ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرًا يَقُولُ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48142أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ - وَقَدْ وُضِعَ فِي حُفْرَتِهِ - فَوَقَفَ فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ حُفْرَتِهِ ، فَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ ، وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ } ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَهَذَا كُلُّهُ يُوجِبُ صِحَّةَ مَا قُلْنَاهُ لِوُجُوهٍ : أَحَدُهَا - ظَاهِرُ الْآيَةِ كَمَا قُلْنَا مِنْ أَنَّهُمْ كَفَرُوا قَبْلُ ، وَمَاتُوا عَلَى الْفِسْقِ . وَالثَّانِي - أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ نَهَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ عَنْ الِاسْتِغْفَارِ جُمْلَةً لِلْمُشْرِكِينَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } فَلَوْ كَانَ
ابْنُ أُبَيٍّ وَغَيْرُهُ مِنْ الْمَذْكُورِينَ مِمَّنْ تَبَيَّنَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُمْ كُفَّارٌ - بِلَا شَكٍّ - لَمَا اسْتَغْفَرَ لَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَلَا صَلَّى عَلَيْهِ . وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَظُنَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَالَفَ رَبَّهُ فِي ذَلِكَ ، فَصَحَّ يَقِينًا أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَمْ يَعْلَمْ قَطُّ أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وَالْمَذْكُورِينَ كُفَّارٌ فِي الْبَاطِنِ ؟ رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ نا
حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ نا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ نا
nindex.php?page=showalam&ids=17419يُونُسُ عَنْ
ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَوْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=48143لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَمِّ قُلْ : لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ : أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ ص: 141 ] يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيُعِيدَانِ عَلَيْهِ تِلْكَ الْمَقَالَةَ ، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ ، آخِرُ مَا كَلَّمَهُمْ بِهِ : عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا وَاَللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى { nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا } الْآيَةَ ؟ } قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : فَصَحَّ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=27928النَّهْيَ عَنْ الِاسْتِغْفَارِ لِلْمُشْرِكِينَ نَزَلَ
بِمَكَّةَ - بِلَا شَكٍّ - فَصَحَّ يَقِينًا أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَمْ يُوقِنْ أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ مُشْرِكٌ وَلَوْ أَيْقَنَ أَنَّهُ مُشْرِكٌ لَمَا صَلَّى عَلَيْهِ أَصْلًا ، وَلَا اسْتَغْفَرَ لَهُ ، وَكَذَلِكَ تَعْدِيدُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مَقَالَاتِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ : لَا ، وَلَوْ كَانَ عِنْدَهُ كَافِرًا لَصَرَّحَ بِذَلِكَ ، وَقَصَدَ إلَيْهِ ، وَلَمْ يُطَوِّلْ بِغَيْرِهِ . وَالثَّالِثُ - شَكَّ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=36وَجَابِرٌ ، وَتَعَجَّبَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ مِنْ مُعَارَضَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاتِهِ عَلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ، وَإِقْرَارِهِ بِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَفُ مِنْهُ . وَالرَّابِعُ - أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إنَّمَا نَهَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ وَالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ فَقَطْ ، وَلَمْ يَنْهَ سَائِرَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ ذَلِكَ ، وَهَذَا لَا نُنْكِرُهُ ، فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَلِّي عَلَى مَنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ لَا يُتْرَكُ لَهُ وَفَاءٌ وَيَأْمُرُ الْمُسْلِمِينَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ . فَصَحَّ يَقِينًا بِهَذَا أَنَّ مَعْنَى الْآيَاتِ إنَّمَا هُوَ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ ، وَعَلِمَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالْمُسْلِمُونَ . ثُمَّ تَابُوا فِي ظَاهِرِ الْأَمْرِ ، فَمِنْهُمْ مِنْ عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ بَاطِنَهُ كَظَاهِرِهِ فِي التَّوْبَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ بَاطِنَهُ خِلَافُ ظَاهِرِهِ ، وَلَمْ يَعْلَمْ ذَلِكَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَا أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، وَهَذَا فِي غَايَةِ الْبَيَانِ - وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=85وَهُمْ كَافِرُونَ } .
قَالَ فَقَوْلُهُ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=81فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ } الْآيَةَ لَيْسَ فِيهَا نَصٌّ عَلَى أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِذَلِكَ ، وَلَكِنَّهُمْ أَتَوْا كَبِيرَةً مِنْ الْكَبَائِرِ كَانُوا بِهَا عُصَاةً فَاسِقِينَ .
وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى هَؤُلَاءِ بِأَعْيَانِهِمْ فِي سُورَةِ الْفَتْحِ .
وَبَيَّنَ تَعَالَى هَذَا الَّذِي قُلْنَاهُ هُنَالِكَ بِزِيَادَةٍ عَلَى مَا ذَكَرَهُمْ بِهِ هَاهُنَا ، فَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11سَيَقُولُ لَكَ [ ص: 142 ] الْمُخَلَّفُونَ مِنْ الْأَعْرَابِ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16عَذَابًا أَلِيمًا } فَنَصَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى أَنَّ أُولَئِكَ الْمُخَلَّفِينَ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يُصَلِّيَ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا ، وَأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاَللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ، وَاَلَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا تُعْجِبَهُ أَمْوَالَهُمْ وَلَا أَوْلَادَهُمْ ، وَأَنَّهُ تَعَالَى أَرَادَ أَنْ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ : أَنَّهُمْ مَقْبُولَةٌ تَوْبَتُهُمْ إنْ تَابُوا فِي ظَاهِرِ أَمْرِهِمْ ، وَفِي الْحُكْمِ بِأَنَّ بَاطِنَهُمْ : أَنَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ صَحِيحَ التَّوْبَةِ مُطِيعًا إذَا دُعِيَ بَعْدَ مَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى الْجِهَادِ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ، وَأَنَّ مَنْ تَوَلَّى عَذَّبَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَذَابًا أَلِيمًا .
فَصَحَّ مَا قُلْنَاهُ مِنْ أَنَّهُمْ كَفَرُوا فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ كَفَرُوا ثُمَّ تَابُوا فَقَبِلَ تَوْبَتَهُمْ ، وَلَمْ يَعْرِفْ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بَعْدَ التَّوْبَةِ مَنْ مِنْهُمْ الصَّادِقُ فِي سِرِّ أَمْرِهِ ، وَلَا مَنْ مِنْهُمْ الْكُفْرُ فِي بَاطِنِ مُعْتَقَدِهِ ، وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ الَّذِي لَا يَجُوزُ غَيْرُهُ بِشَهَادَةِ النُّصُوصِ ، كَمَا أَوْرَدْنَا آنِفًا - وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=86وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاَللَّهِ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=3فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ } ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَهَذِهِ نَصُّ الْآيَاتِ الَّتِي ذَكَرْنَا أَيْضًا وَقَدْ تَكَلَّمْنَا فِيهَا ، وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=90وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنْ الْأَعْرَابِ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10عَذَابٌ أَلِيمٌ } .
قَالَ : وَهَذِهِ الْآيَةُ تُبَيِّنُ مَا قُلْنَاهُ نَصًّا ، لِأَنَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّ بَعْضَهُمْ كُفَّارٌ ، إلَّا أَنَّ كُلَّهُمْ عُصَاةٌ ، فَأَمَّا الْمُبْطِنُونَ لِلْكُفْرِ مِنْهُمْ فَلَمْ يَعْلَمْهُمْ النَّبِيُّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَلَا عَلِمَهُمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ إلَّا اللَّهُ تَعَالَى فَقَطْ .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=93إنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ } إلَى قَوْلِهِ {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=96عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهَذِهِ كَاَلَّتِي قَبْلَهَا ، وَقَدْ قُلْنَا : إنَّ فِيهِمْ مَنْ كَفَرَ ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرْجَأَ أَمْرَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ } .
فَصَحَّ مَا قُلْنَاهُ وَاتَّفَقَتْ الْآيَاتُ كُلُّهَا - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
[ ص: 143 ] وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=95مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } وَجَهَنَّمُ تَكُونُ جَزَاءً عَلَى الْكُفْرِ وَتَكُونُ جَزَاءً عَلَى الْمَعْصِيَةِ ، وَكَذَلِكَ لَا يَرْضَى تَعَالَى عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ، وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا كَافِرِينَ .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=97الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=99إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : وَهَذِهِ الْآيَاتُ كُلُّهَا تُبَيِّنُ نَصَّ مَا قُلْنَاهُ مِنْ أَنَّ فِيهِمْ كُفَّارًا فِي الْبَاطِنِ ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : لَا يَعْلَمُ سِرَّهُمْ إلَّا اللَّهُ تَعَالَى ، وَأَمَّا رَسُولُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَلَا .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=101وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=227سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : هَذِهِ الْآيَةُ مُبَيِّنَةٌ نَصَّ مَا قُلْنَاهُ بَيَانًا لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يُخَالِفَهُ مِنْ أَنَّ النَّبِيَّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَا يَعْلَمُ الْمُنَافِقِينَ - لَا مِنْ
الْأَعْرَابِ ، وَلَا مِنْ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ - وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَعْلَمُهُمْ ، وَأَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَتُوبُ فَيَعْفُو اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَأْمُورٌ بِأَخْذِ زَكَوَاتِ جَمِيعِهِمْ عَلَى ظَاهِرِ الْإِسْلَامِ .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وَاَلَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110إلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاَللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهَذِهِ كَاَلَّتِي قَبْلَهَا ، وَفِيهَا ، أَنَّ بُنْيَانَهُمْ لِلْمَسْجِدِ قَصَدُوا بِهِ الْكُفْرَ ، ثُمَّ أَظْهَرُوا التَّوْبَةَ ، فَعَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى صِدْقَ مَنْ صَدَقَ فِيهَا ، وَكَذِبَ مَنْ كَذَبَ فِيهَا .
وَنَعَمْ {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمْ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ } وَقَدْ قَدَّمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ مَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَمُمْكِنٌ أَنْ لَا يَغْفِرَهُ لَهُ أَبَدًا حَتَّى يُعَاقِبَهُ عَلَيْهِ ، وَهَذَا مُقْتَضَى هَذِهِ الْآيَةِ .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=127لَا يَفْقَهُونَ } ؟
[ ص: 144 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَهَذِهِ لَا دَلِيلَ فِيهَا أَصْلًا عَلَى أَنَّ الْقَائِلِينَ بِذَلِكَ مَعْرُوفُونَ بِأَعْيَانِهِمْ لَكِنَّهَا صِفَةٌ وَصَفَهَا اللَّهُ تَعَالَى يَعْرِفُونَهَا مِنْ أَنْفُسِهِمْ إذَا سَمِعُوهَا فَقَطْ .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=47وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاَللَّهِ وَبِالرَّسُولِ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=20هُمْ الْفَائِزُونَ } ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : لَيْسَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بَيَانٌ أَنَّهُمْ مَعْرُوفُونَ بِأَعْيَانِهِمْ وَإِنَّمَا هِيَ صِفَةٌ مَنْ سَمِعَهَا عَرَفَهَا مِنْ نَفْسِهِ ، وَهِيَ تَخْرُجُ عَلَى وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا - أَنْ يَكُونَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَافِرًا وَهُوَ أَنْ يَعْتَقِدَ النِّفَارَ عَنْ حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَيَدِينُ بِأَنْ لَا يَرْضَى بِهِ فَهَذَا كُفْرٌ مُجَرَّدٌ .
وَالْوَجْهُ الثَّانِي - يَنْقَسِمُ قِسْمَيْنِ :
أَحَدُهُمَا - أَنْ يَكُونَ فَاعِلٌ ذَلِكَ مُتَّبِعًا لِهَوَاهُ فِي الظُّلْمِ وَمُحَابَاةِ نَفْسِهِ عَارِفًا بِقُبْحِ فِعْلِهِ فِي ذَلِكَ وَمُعْتَقِدًا أَنَّ الْحَقَّ فِي خِلَافِ فِعْلِهِ - فَهَذَا فَاسِقٌ ، وَلَيْسَ كَافِرًا .
وَالثَّانِي - أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ مُقَلِّدًا لِإِنْسَانٍ فِي أَنَّهُ قَدْ شَغَفَهُ تَعْظِيمُهُ إيَّاهُ وَحُبُّهُ مُوهِمًا نَفْسَهُ أَنَّهُ عَلَى حَقٍّ ، وَهَذِهِ الْوُجُوهُ كُلُّهَا مَوْجُودَةٌ فِي النَّاسِ فَأَهْلُ هَذَيْنِ الْقِسْمَيْنِ الْآخَرَيْنِ مُخْطِئُونَ عُصَاةٌ وَلَيْسُوا كُفَّارًا وَيَكُونُ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=43وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ } أَيْ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُطِيعِينَ ، لِأَنَّ كُلَّ طَاعَةٍ لِلَّهِ تَعَالَى فَهُوَ إيمَانٌ ، وَكُلَّ إيمَانٍ طَاعَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مُطِيعًا لِلَّهِ تَعَالَى فِي شَيْءٍ مَا فَهُوَ غَيْرُ مُؤْمِنٍ فِي ذَلِكَ الشَّيْءِ بِعَيْنِهِ - وَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ فِيهِ مُطِيعٌ لِلَّهِ تَعَالَى .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=92عَلِيمًا حَكِيمًا } ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : هَذِهِ الْآيَةُ يَقْتَضِي ظَاهِرُهَا أَنَّ أَهْوَاءَ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ مَعْرُوفَةٌ ، وَهُوَ أَنْ يَكْفُرَ جَمِيعُ الْمُؤْمِنِينَ .
قَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً } فَإِذْ أَهْوَاؤُهُمْ مَعْرُوفَةٌ فَفَرَضَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ لَا يُطِيعَهُمْ فِي ذَلِكَ مِمَّا قَدْ عَرَفَ أَنَّهُ مُرَادُهُمْ ، وَإِنْ لَمْ يُشِيرُوا عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ بِرَأْيٍ .
وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَظُنَّ ظَانٌّ أَنَّ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
[ ص: 145 ] مُشِيرِينَ عَلَيْهِ بِرَأْيٍ رَاجِينَ أَنْ يَتْبَعَهُمْ فِيهِ ، فَإِذْ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَلَيْسَ فِي الْآيَةِ بَيَانٌ أَنَّ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا مَعْرُوفِينَ بِأَعْيَانِهِمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْرِي أَنَّهُمْ مُنَافِقُونَ ، وَلَكِنَّهُمْ مَعْرُوفَةٌ صِفَاتُهُمْ جُمْلَةً ، وَمِنْ صِفَاتِهِمْ بِلَا شَكٍّ إرَادَتُهُمْ أَنْ يَكُونَ كُلُّ النَّاسِ كُفَّارًا .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=49إذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَاَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } الْآيَةَ ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : هَذَا أَيْضًا لَيْسَ فِيهِ بَيَانٌ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ مَعْرُوفُونَ بِأَعْيَانِهِمْ وَإِنَّمَا هُوَ خَبَرٌ عَنْ قَائِلِينَ قَالُوا ذَلِكَ .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا } ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : وَهَذَا أَيْضًا مُمْكِنٌ أَنْ يَقُولَهُ
يَهُودٌ ، وَمُمْكِنٌ أَنْ يَقُولَهُ أَيْضًا قَوْمٌ مُسْلِمُونَ خَوَرًا وَجُبْنًا ، وَإِذْ كُلُّ ذَلِكَ مُمْكِنٌ فَلَا يَجُوزُ الْقَطْعُ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْرِفُ أَنَّهُمْ مُنَافِقُونَ .
وَأَمَّا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=15وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا } فَإِنَّ هَذَا قَدْ رُوِيَ أَنَّهُ كَانَ نَزَلَ فِي
بَنِي حَارِثَةَ ،
وَبَنِي سَلَمَةَ - وَهُمْ الْأَفَاضِلُ الْبَدْرِيُّونَ الْأُحُدِيُّونَ - وَلَكِنَّهَا كَانَتْ وَهْلَةً فِي اسْتِئْذَانِهِمْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ
الْخَنْدَقِ ، وَقَوْلُهُمْ {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ } وَفِيهِمَا نَزَلَتْ {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاَللَّهُ وَلِيُّهُمَا } . كَمَا نا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ نا
إبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ نا
الْفَرَبْرِيُّ نا
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ نا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
قَالَ
عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ : سَمِعْت
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : فِينَا نَزَلَتْ {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاَللَّهُ وَلِيُّهُمَا } قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٌ : نَحْنُ الطَّائِفَتَانِ
بَنُو حَارِثَةَ وَبَنُو سَلَمَةَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٌ : وَمَا نُحِبُّ أَنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122وَاَللَّهُ وَلِيُّهُمَا } ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : مَعَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْآيَةِ أَنَّ هَذَا كُفْرٌ أَصْلًا ، فَبَطَلَ التَّعَلُّقُ بِهَا وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=30وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا } .
[ ص: 146 ]
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : فَهَذِهِ لَيْسَ فِيهَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا فِي قَوْمٍ مَعْرُوفِينَ بِأَعْيَانِهِمْ وَلَكِنَّهَا صِفَةٌ يَعْرِفُهَا مِنْ نَفْسِهِ مَنْ سَمِعَ مِنْهُمْ هَذِهِ الْآيَةَ ، إلَّا أَنَّ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَهَا بِيَسِيرٍ {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=24لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } بَيَانٌ جَلِيٌّ عَلَى بَسْطِ التَّوْبَةِ لَهُمْ ، وَكُلُّ هَؤُلَاءِ بِلَا خِلَافٍ مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْأُمَّةِ مُعْتَرِفٌ بِالْإِسْلَامِ ، لَائِذٌ بِالتَّوْبَةِ فِيمَا صَحَّ عَلَيْهِمْ ، مِنْ قَوْلٍ يَكُونُ كُفْرًا وَمَعْصِيَةً .
فَبَطَلَ التَّعَلُّقُ بِهَذِهِ الْآيَةِ لِمَنْ ادَّعَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْرِفُهُمْ بِأَعْيَانِهِمْ ، وَيَعْرِفُ أَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ الْكُفْرَ فِي بَاطِنِهِمْ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1وَلَا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=81وَكَفَى بِاَللَّهِ وَكِيلًا } ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : قَدْ مَضَى قَوْلُنَا فِي قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1وَلَا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ } .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=48وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاَللَّهِ وَكِيلًا } لَا يَخْتَلِفُ مُسْلِمَانِ فِي أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى تَرْكِ قِتَالِ الْكَافِرِينَ وَإِصْغَارِهِمْ وَدُعَائِهِمْ إلَى الْإِسْلَامِ وَلَكِنْ فِيمَا عَدَا ذَلِكَ ، وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَاَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=23وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا } ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : هَذِهِ الْآيَةُ فِيهَا كِفَايَةٌ لِمَنْ عَقَلَ وَنَصَحَ نَفْسَهُ ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَطَعَ بِأَنَّهُ إنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ ، وَاَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ، وَالْمُرْجِفُونَ فِي
الْمَدِينَةِ : لَيُغْرِيَنَّ بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَهُ فِيهَا إلَّا قَلِيلًا ، فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُمْ يَكُونُونَ إنْ لَمْ يَنْتَهُوا مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا - وَإِعْرَابُ - مَلْعُونِينَ - أَنَّهُ حَالٌ لِمُجَاوَرَتِهِمْ - مَعْنَاهُ لَا يُجَاوِرُونَهُ إلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ .
وَلَوْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى غَيْرَ هَذَا لَقَالَ : مَلْعُونُونَ عَلَى خَبَرِ ابْتِدَاءٍ مُضْمَرٍ ثُمَّ أَكَّدَ تَعَالَى بِأَنَّ هَذَا هُوَ سُنَّتَهُ تَعَالَى الَّتِي لَا تَتَبَدَّلُ .
فَنَسْأَلُ مَنْ قَالَ : إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلِمَهُمْ بِأَعْيَانِهِمْ وَعَلِمَ نِفَاقَهُمْ ، هَلْ انْتَهَوْا أَوْ لَمْ يَنْتَهُوا ؟ فَإِنْ قَالَ : انْتَهَوْا ، رَجَعَ إلَى الْحَقِّ ، وَصَحَّ أَنَّهُمْ تَابُوا وَلَمْ يَعْلَمْ بَاطِنَهُمْ - فِي
[ ص: 147 ] صِحَّةِ التَّوْبَةِ أَوْ كَذِبِهَا - إلَّا اللَّهُ تَعَالَى وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَلَمْ يَعْلَمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَطُّ إلَّا الظَّاهِرَ الَّذِي هُوَ الْإِسْلَامُ ، أَوْ كُفْرًا رَجَعُوا عَنْهُ فَأَظْهَرُوا التَّوْبَةَ مِنْهُ .
وَإِنْ قَالَ : لَمْ يَنْتَهُوا ، لَمْ يَبْعُدْ عَنْ الْكُفْرِ ، لِأَنَّهُ يَكْذِبُ اللَّهَ تَعَالَى ، وَيُخْبِرُ أَنَّهُ تَعَالَى بَدَّلَ سُنَّتَهُ الَّتِي قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يُبَدِّلُهَا أَوْ بَدَّلَهَا رَسُولُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : وَكُلُّ مَنْ وَقَفَ عَلَى هَذَا وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ ثُمَّ تَمَادَى فَهُوَ كَافِرٌ ، لِأَنَّهُ مُكَذِّبٌ لِلَّهِ تَعَالَى ، أَوْ مُجَوِّرٌ لِرَسُولِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَكِلَا الْأَمْرَيْنِ كُفْرٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : وَلَقَدْ بَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ مَنْ خَذَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ثُمَّ قَالَ : مَا انْتَهَوْا وَلَا أَغْرَاهُ بِهِمْ ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : نَحْنُ نَبْرَأُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ هَذَا ، فَإِنَّ قَائِلَهُ آفِكٌ كَاذِبٌ ، عَاصٍ لِلَّهِ تَعَالَى لَا يَحِلُّ لَهُ الْكَلَامُ فِي الدِّينِ - وَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى الْعَافِيَةَ .
وَقَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إلَيْكَ } إلَى قَوْله تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=14وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ } ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدٍ : مَنْ عَصَى اللَّهَ تَعَالَى فَقَدْ طَبَعَ عَلَى قَلْبِهِ فِي الْوَجْهِ الَّذِي عَصَى فِيهِ ، وَلَوْ لَمْ يَطْبَعْ عَلَى قَلْبِهِ فِيهِ لَمَا عَصَى ؟ فَقَدْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ مُنَافِقِينَ فَإِعْلَانُهُمْ بِالتَّوْبَةِ مَاحٍ لِمَا تَقَدَّمَ فِي الظَّاهِرِ ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِالْبَاطِنِ وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ .