الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          2263 - مسألة : قطع الطريق من المسلم على المسلم وعلى الذمي سواء ؟ وذلك ; لأن الله تعالى إنما نص على حكم من حاربه وحارب رسوله صلى الله عليه وسلم أو سعى في الأرض فسادا ولم يخص بذلك مسلما من ذمي { وما كان ربك نسيا }

                                                                                                                                                                                          وليس هذا قتلا للمسلم بالذمي ، ومعاذ الله من هذا ، لكنه قتل له بالحرابة ، ويمضي دم الذمي هدرا .

                                                                                                                                                                                          [ ص: 293 ] وكذلك القطع على امرأة ، أو صبي ، أو مجنون ، كل ذلك - محاربة صحيحة - يستحق بها ما ذكرنا من حكم المحاربة

                                                                                                                                                                                          وأما الذمي - إن حارب فليس محاربا ، لكنه ناقض للذمة ; لأنه قد فارق الصغار ، فلا يجوز إلا قتله ولا بد ، أو يسلم ، فلا يجب عليه شيء أصلا في كل ما أصاب من دم ، أو فرج ، أو مال ، إلا ما وجد في يده فقط ; لأنه حربي لا محارب - وبالله تعالى التوفيق .

                                                                                                                                                                                          وأما المسلم يرتد ، فيحارب - فعليه أحكام المحارب كلها على ما ذكرنا من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرنيين الذين اقتص منهم قودا ، وأقام عليهم حكم المحاربة وكانوا مرتدين محاربين متعدين - وبالله تعالى التوفيق

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية