الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( وإن غسل بعض أعضائه ، وترك البعض حتى جف ما قد غسل أجزأه ; لأن الموالاة سنة عندنا ) ، وقال مالك رحمه الله تعالى ، وهو أحد قولي الشافعي رحمه الله تعالى الموالاة ركن فلا يجزئه تركه { ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، واظب على الموالاة } فلو جاز تركه لفعله مرة تعليما للجواز . ، وقال ابن أبي ليلى إن كان في طلب الماء أجزأه ; لأن ذلك من عمل الوضوء فإن كان أخذ في عمل آخر غير ذلك ، وجف وجب علينا إعادة ما جف ، وجعله قياس أعمال الصلاة إذا اشتغل في خلالها بعمل آخر .

( ولنا ) ما بينا أن المقصود تطهير الأعضاء ، وذلك حاصل بدون الموالاة ، والمنصوص عليه في الكتاب غسل الأعضاء فلو شرطنا الموالاة كان زيادة على النص ، وقد بينا أن مواظبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تكون لبيان السنة ، وأفعال الصلاة تؤدى بناء على التحريمة ، والاشتغال بعمل آخر مبطل للتحريمة فكان مفسدا بخلاف الوضوء فإن أركان الوضوء لا تنبني على التحريمة حتى لم يكن الكلام في الوضوء مفسدا له ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية