قوله تعالى : والسابقون الأولون . الآية . أخرج ، وسنيد، أبو عبيد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن مردويه حبيب بن الشهيد، عن عمرو بن عامر الأنصاري، أن قرأ : (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان) . فرفع "الأنصار" ولم يلحق الواو في (الذين) . فقال له عمر بن الخطاب والذين . فقال زيد بن ثابت : الذين . فقال عمر : زيد : أمير المؤمنين أعلم . فقال [ ص: 494 ] ائتوني عمر : بأبي بن كعب . فأتاه، فسأله عن ذلك فقال والذين . فقال أبي : فنعم إذن . فتابع عمر : . أبيا
وأخرج ، ابن جرير ، عن وأبو الشيخ قال : محمد بن كعب القرظي مر برجل يقرأ : عمر والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار فأخذ بيده فقال : من أقرأك هذا؟ قال : عمر . قال : لا تفارقني حتى أذهب بك إليه . فلما جاءه قال أبي بن كعب أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا؟ قال : نعم . قال : وسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : نعم . قال : لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا . فقال عمر : وتصديق هذه الآية في أول سورة الجمعة : أبي : وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وفي سورة الحشر : والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان وفي "الأنفال" : والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم .
وأخرج الحاكم، عن وأبو الشيخ، أبي سلمة، ومحمد بن إبراهيم التيمي، قالا : مر برجل وهو يقرأ : عمر بن الخطاب والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان فوقف فقال : انصرف . فانصرف الرجل، فقال : من أقرأك هذه؟ قال : أقرأنيها عمر، . قال : فانطلق إليه . فانطلقا إليه، فقال : يا أبي بن [ ص: 495 ] كعب أخبرني هذا أنك أقرأته هذه الآية . قال : صدق، تلقيتها من في رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال أبا المنذر، أنت تلقيتها من في رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : نعم . فقال في الثالثة وهو غضبان : نعم، والله لقد أنزلها الله على عمر : جبريل، وأنزلها جبريل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يستأمر فيها الخطاب ولا ابنه . فخرج رافعا يديه، وهو يقول : الله أكبر، الله أكبر عمر .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في "المعرفة" عن وأبو نعيم أنه سئل عن قوله : أبي موسى، والسابقون الأولون قالوا : هم الذين صلوا القبلتين جميعا .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه في "المعرفة"، عن وأبو نعيم في قوله : سعيد بن المسيب والسابقون الأولون قال : هم الذين صلوا القبلتين جميعا؛ وهم أهل بدر .
وأخرج ، ابن المنذر ، عن وأبو نعيم ، الحسن في قوله : ومحمد بن سيرين، والسابقون الأولون قالا : هم الذين صلوا القبلتين جميعا .
وأخرج عن ابن مردويه : ابن عباس والسابقون الأولون من المهاجرين [ ص: 496 ] قال : أبو بكر، وعمر، وعلي، وسلمان، . وعمار بن ياسر
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه في "المعرفة" عن وأبو نعيم في قوله : الشعبي والسابقون الأولون قال : من أدرك بيعة الرضوان، وأول من بايع بيعة الرضوان سنان بن وهب الأسدي .
وأخرج عن ابن مردويه غيلان بن جرير قال : قلت لأنس بن مالك : هذا الاسم، الأنصار، أنتم سميتموه أنفسكم أو الله سماكم من السماء؟ قال : الله سمانا من السماء .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد ، عن والنسائي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : معاوية بن أبي سفيان : الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله . من أحب
وأخرج ، أحمد ، والبخاري ، عن ومسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار . آية الإيمان حب
وأخرج عن أحمد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال : أنس للأنصار، [ ص: 497 ] ولأبناء الأنصار، ولأزواج الأنصار، ولذراري الأنصار، الأنصار كرشي وعيبتي، ولو أن الناس أخذوا شعبا وأخذت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار . اللهم اغفر
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، عن وأحمد الحارث بن زياد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الأنصار أحبه الله حين يلقاه، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله حين يلقاه . من أحب
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال : قيس بن سعد بن عبادة، الأنصار، وعلى ذرية الأنصار، وعلى ذرية ذرية الأنصار . اللهم صل على
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد الخدري الأنصار . ثم رفع يديه حتى إني لأرى بياض إبطيه فقال : اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار . لو سلك الناس واديا وشعبا وسلكتم واديا وشعبا لسلكت واديكم وشعبكم، أنتم شعار والناس دثار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من
[ ص: 498 ] وأخرج ، ابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، عن وابن ماجه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : البراء بن عازب الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، ومن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله .
وأخرج ، ابن أبي شيبة وحسنه، عن والترمذي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد الخدري الأنصار، فاعفوا عن مسيئهم، واقبلوا من محسنهم . ألا إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي، وإن كرشي
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سعد بن عبادة الأنصار محنة؛ حبهم إيمان، وبغضهم نفاق . إن هذا الحي من
وأخرج عن ابن أبي شيبة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أنس للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، ولنساء الأنصار، ولنساء أبناء الأنصار، ولنساء أبناء أبناء الأنصار . اللهم اغفر
وأخرج ، ابن أبي شيبة وحسنه، والترمذي عن والنسائي قال : [ ص: 499 ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر . لا يبغض
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة معاذ بن رفاعة بن رافع، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : للأنصار، ولذراري الأنصار، ولذراري ذراريهم، ولمواليهم ولجيرانهم . اللهم اغفر
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، والبخاري ، عن ومسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة قريش، والأنصار، وجهينة، ومزينة، وأسلم، وغفار، موالي الله ورسوله، لا مولى لهم غيره .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، عن ومسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد الخدري لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر .
وأخرج عن الطبراني السائب بن يزيد، بحنين في أهل مكة من قريش وغيرهم، فغضبت الأنصار، فأتاهم فقال : يا معشر الأنصار، قد بلغني من حديثكم في هذه المغانم التي آثرت بها أناسا أتألفهم على الإسلام، لعلهم أن يشهدوا بعد اليوم، وقد أدخل الله قلوبهم الإسلام، يا معشر الأنصار ألم يمن الله عليكم بالإيمان، وخصكم بالكرامة، وسماكم بأحسن الأسماء؛ أنصار الله وأنصار رسوله؟ ولولا الهجرة لكنت امرأ [ ص: 500 ] من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وسلكتم واديا لسلكت واديكم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بهذه الغنائم والشاء والنعم والبعير وتذهبون برسول الله؟ فقالوا : رضينا . فقال : أجيبوني فيما قلت . قالوا : يا رسول الله، وجدتنا في ظلمة فأخرجنا الله بك إلى النور، ووجدتنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا الله بك، ووجدتنا ضلالا فهدانا الله بك، فرضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا . فقال : أما والله لو أجبتموني بغير هذا القول لقلت : صدقتم . لو قلت : ألم تأتنا طريدا فآويناك، ومكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وقبلنا ما رد الناس عليك . لو قلتم هذا لصدقتم . قالوا : بل لله ورسوله المن والفضل علينا وعلى غيرنا . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم الفيء الذي أفاء الله
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : كان الناس على ثلاث منازل؛ المهاجرون الأولون، والذين اتبعوهم بإحسان، والذين جاءوا من بعدهم : عبد الرحمن بن أبي ليلى ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان فأحسن ما يكون أن تكون بهذه المنزلة .
وأخرج عن ابن أبي حاتم ، أنه أتاه رجل فذكر بعض الصحابة، فتنقصه، فقال ابن عباس ابن عباس : والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان أما أنت فلم تتبعهم بإحسان .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : قتادة والذين اتبعوهم بإحسان
[ ص: 501 ] قال : التابعون .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : ابن زيد والذين اتبعوهم بإحسان قال : من بقي من أهل الإسلام إلى أن تقوم الساعة .
وأخرج عن أبو الشيخ عصمة قال : سألت عن التابعين، قال : هم الذين أدركوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدركوا النبي صلى الله عليه وسلم . وسألته عن الذين اتبعوهم بإحسان، قال : من يجيء بعدهم . قلت : إلى يوم القيامة؟ قال : أرجو . سفيان
وأخرج ، أبو الشيخ ، عن وابن عساكر أبي صخر حميد بن زياد قال : قلت لمحمد بن كعب القرظي : أخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أريد الفتن، فقال : إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأوجب لهم الجنة في كتابه؛ محسنهم ومسيئهم . قلت له : وفي أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه؟ قال : ألا تقرأ : والسابقون الأولون الآية . أوجب لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والرضوان، وشرط على التابعين شرطا لم يشترطه فيهم . قلت : وما اشترط عليهم؟ قال : اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان . يقول : يقتدوا بهم في أعمالهم الحسنة، ولا يقتدوا بهم في غير ذلك . قال أبو صخر : فوالله لكأني لم أقرأها قبل ذلك، وما عرفت تفسيرها حتى قرأها علي . [ ص: 502 ] وأخرج محمد بن كعب من طريق ابن مردويه حدثني الأوزاعي، يحيى بن أبي كثير، والقاسم، ومكحول، وعبدة بن أبي لبابة، أنهم سمعوا جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون : وحسان بن عطية، لما أنزلت هذه الآية : والسابقون الأولون إلى قوله : ورضوا عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا لأمتي كلهم وليس بعد الرضا سخط .