الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( ، و ) يجب ( على ) زوج ( غير طفل أن يسوي بين زوجاته في قسم ) لقوله تعالى : { وعاشروهن بالمعروف } وزيادة إحداهن في القسم ميل ، وقال تعالى : { ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء } الآية ; لأن العدل أن لا يقع ميل ألبتة وهو متعذر . ، وعن أبي هريرة مرفوعا " { من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة ، وشقه مائل } " ، وعن عائشة قالت " { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بيننا فيعدل ثم يقول : اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك } " . رواهما أبو داود ( وعماده ) أي : القسم ( الليل ) ; لأنه مأوى الإنسان إلى منزله ، وفيه يسكن إلى أهله ، وينام على فراشه ، والنهار للمعاش والاشتغال . قال تعالى : { ومن رحمته جعل لكم الليل ، والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله } ( والنهار يتبعه ) أي : الليل فيدخل في القسم تبعا ، لما روي " أن { سودة وهبت يومها لعائشة } متفق عليه ، وقالت عائشة : قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، وفي يومي وإنما قبض نهارا ، ويتبع اليوم الليلة الماضية إلا أن يتفقوا على عكسه ( وعكسه من معيشته بليل كحارس ) فعماد قسمه النهار ، ويتبعه الليل ( ويكون ) القسم ( ليلة وليلة ) ; لأن في قسمه ليلتين فأكثر تأخيرا لحق من لها الليلة الثانية لا التي قبلها ( إلا أن يرضين ب ) القسم ( أكثر ) من ليلة وليلة ; لأن الحق لا يعدوهن . وإن كانت نساؤه بمحال متباعدة قسم بحسب ما يمكنه مع التساوي بينهن إلا برضاهن .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية