الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( فإن فاءوا ) أي رجعوا عن البغي وطلب القتال تركهم ( وإلا ) يفيئوا ( لزم ) إماما ( قادرا قتالهم ) لقوله تعالى : { فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله } .

                                                                          ( و ) يجب ( على رعيته معونته ) لقوله تعالى : { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } وحديث أبي ذر مرفوعا { من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه } رواه أحمد وأبو داود وربقة الإسلام بفتح الراء وكسرها استعارة لما يلزم العنق من حدود الإسلام وأحكامه ( فإن استنظروه ) أي قالوا أنظرنا ( مدة ) حتى نرى رأينا ( ورجا فيئتهم ) في تلك المدة ( أنظرهم ) وجوبا حفظا لدماء المسلمين ( وإن خاف مكيدة ) كمدد يأتيهم أو تحيزهم إلى فئة تمنعهم أو يكثر جمعهم ونحوه ( فلا ) يجوز له إنظارهم لأنه طريق إلى قهر أهل الحق ( ولو أعطوه مالا أو رهنا ) على تأخير القتال ، أذن لأن الرهن يخلي سبيله إذا انقضت الحرب كالأسارى وإن سألوه الإنظار أبدا ويدعهم وما عليه ويكفوا عن أهل العدل فإن قوي عليهم لم يجز إقرارهم وإلا جاز

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية