فصل في السحر وما يتعلق به وهو عقد ورقى وكلام يتكلم به فاعله أو يكتبه أو يعمل شيئا يؤثر في بدن مسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له ، وله حقيقة فمنه ما يقتل ومنه ما يمرض ومنه ما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه عن وطئها ، ومنه ما يفرق به بين المرء وزوجه ، وما يبغض أحدهما في الآخر ويحببه لقوله تعالى : { يعلمون الناس السحر    } - إلى قوله - { فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه    } . وحديث  عائشة   [ ص: 404 ]   { أن النبي سحر حتى أنه يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله   } . . 
وروي من أخبار السحرة ما لم يمكن التواطؤ على الكذب فيه ولا يلزم منه إبطال معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، لأنه لا يبلغ ما يأتون به ، فلا ينتهي إلى أن تسعى العصا والحبال ، ويحرم تعلم السحر وتعليمه    ( وساحر يركب المكنسة فتسير به في الهواء ونحوه ) كمدعي أن الكواكب تخاطبه ( كافر ) لقوله تعالى : { وما كفر سليمان    } - أي ما كان ساحرا كفر بسحره - { ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر    } . وقوله : { وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر    } أي : لا تتعلمه فتكفر بذلك ( كمعتقد حله ) للإجماع على تحريمه للكتاب والسنة . 
				
						
						
