الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( ومن نذر صوما متتابعا غير معين ) كشهر ( فأفطر ) فيه ( لمرض يجب معه الفطر ) كخوفه بصومه تلفا ( أو ) أفطرت فيه امرأة ( لحيض خير ) ناذر ( استئنافه ) أي : الصوم بأن يبتدئه من أوله ( ولا شيء عليه ) لإتيانه بالمنذور على وجهه ( وبين البناء ) على ما مضى من صومه ( ويكفر ) لأنه لم يأت بالمنذور على وجهه ( وإن ) أفطر فيه ( لشهر أو ما ) أي : شيء ( يبيح الفطر مع القدرة على الصوم ) كمرض يجوز معه الفطر ( لم ينقطع التتابع ) صححه في الإنصاف وقال ابن المنجا يجيء على قول الخرقي يخير بين الاستئناف وبين البناء والقضاء والكفارة كما تقدم قال في الإنصاف وهو ظاهر كلام الخرقي والأصحاب لعدم تفريقهم في ذلك قال في شرحه وهذا الأخير لا يعدل عنه فإنه لا وجه لكون المرض الذي يجب معه الفطر يقطع التتابع والفطر في السفر لا يقطعه .

                                                                          ( و ) إن أفطر من نذر صوما متتابعا غير معين ( لغير عذر يلزمه أن يستأنف ) تداركا لما تركه من التتابع المنذور بلا عذر ( بلا كفارة ) لإتيانه بالمنذور على وجهه ( ومن نذر صوما فعجز عنه لكبر أو مرض لا يرجى برؤه ) أطعم لكل يوم مسكينا وكفر كفارة يمين حملا للمنذور على المشروع وسبب الكفارة عدم الوفاء بالنذر وسبب الإطعام العجز عن واجب بالصوم فاختلف السببان واجتمعا فلم يسقط واحد منهما لعدم ما يسقطه ( أو نذره ) أي : الصوم ( حال عجزه ) عنه لما سبق ( أطعم لكل يوم مسكينا وكفر كفارة يمين ) وعلم منه انعقاد نذره إذن لحديث { من نذر نذرا لم يطقه فكفارته كفارة يمين } ولأن العجز إنما هو عن فعل المنذور فلا فرق بين كونه حال عقد النذر ويستمر أو يطرأ عليه

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية