فكأنه قيل: فما قال ؟ فقيل: الصديق قال ما يجب عليه من السعي في صلاح الدين والدنيا "اجعلني" قيما على خزائن الأرض أي أرض مصر التي هي لكثرة خيرها كأنها الأرض; ثم علله بما هو مقصود الملوك الذي لا يكادون يقفون عليه فقال: إني حفيظ أي قادر على ضبط ما إلي أمين فيه عليم أي بالغ العلم بوجوه صلاحه واستنمائه فأخبر بما جمع الله [له] من أداتي الحفظ والفهم، مع [ ص: 132 ] ما يلزم الحفظ من القوة والأمانة، لنجاة العباد مما يستقبلهم من السوء، فيكون ذلك سببا لردهم عن الدين الباطل إلى الدين الحق.