الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      مهطعين أي مسرعين غاية الإسراع إلى حيث دعوا [خوفا] وجزعا، مع الإقبال بالبصر نحو الداعي لا يلفتونه إلى غيره مقنعي رءوسهم أي رافعيها وناصبيها ناظرين في ذل وخشوع إلى جهة واحدة، وهي جهة الداعي، لا يلتفتون يمينا [ ص: 434 ] ولا شمالا، وهذا كناية عن أشد الذل والصغار، ثم أتبعه ما يؤكده فقال مصرحا بمعنى الشخوص: لا يرتد إليهم ولما كانوا في هيئة الأعين في الطرف والسكون قريبا من السواء، وحد فقال: طرفهم بل أعينهم شاخصة دائمة الفتح لا تطرف كالمحتضر لما بأصحابها من الهول وأفئدتهم جمع فؤاد، وهو العضو الذي من شأنه أن يحمى بالغضب; قال في القاموس: والتفؤد: التحرق والتوقد، ومنه الفؤاد للقلب مذكر، جمعه أفئدة. هواء أي عدم فارغة لا شيء فيها من الجرأة والأنفة التي يظهرونها الآن كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:


                                                                                                                                                                                                                                      ألا أبلغ أبا سفيان عني ... فأنت مجوف نخب هواء



                                                                                                                                                                                                                                      والهواء: الخلاء الذي لم تشغله الأجرام، والنخب: الجبان، وكذا الهواء - قاله في القاموس. فأنذرهم [أهوال] ذلك اليوم فإنه لا يبقى معهم فيه شيء مما هم فيه من الإباء والاستكبار

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية