ولما تقرر ذلك من علمه سبحانه وقدرته، تسبب عنه أن يقال -وهو كما تقدم في أن المراد الأمة لبلوغ [الأمر] منهم كل مبلغ، خوطب به الرأس ليكون أوقع في قلوبهم: فلا تحسبن الله [ ص: 438 ] أي الذي له الكمال كله، فإن من ظن ذلك كان ناقص العقل مخلف وعده رسله في أنه يعز أولياءه ويذل أعداءه ويهلكهم بظلمهم، ويسكن أولياءه الأرض من بعدهم; ثم علل ذلك بقوله - مؤكدا لأن كثرة المخالفين وقوتهم على تمادي الأيام تعرض السامع للإنكار: إن الله أي ذا الجلال والإكرام "عزيز" أي يقدر ولا يقدر عليه ذو انتقام ممن يخالف أمره.