ولما تقرر أن له الوصفين الملزومين للقدرة - أنتج ذلك قوله جوابا لاستعجالهم بالعذاب استهزاء : إن ما توعدون أي : من البعث وغيره لآت أي : لا بد من وقوعه لأن المتوعد لا يبدل القول لديه ولا كفؤ له يعارضه فيه وما أنتم بمعجزين أي : بثابت لكم الإتيان بشيء يعجز عنه الخصم ، فتمهد الأمر من جهته ومن جهتكم لوجود المقتضي وانتفاء المانع ، وفي ذلك تقرير لأمر رحمته لأن القادر إذا أراد النقمة أخذ على غرة ولم يهدد ، وإذا أراد الرحمة تقدم بالوعيد ليحذر الفائزون ويستسلم الخاسرون .