الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال ( ولا بأس بأن يغتسل ويدخل الحمام ) [ ص: 444 ] لأن عمر رضي الله عنه اغتسل وهو محرم

التالي السابق


( قوله لأن عمر رضي الله عنه اغتسل وهو محرم ) أسند الشافعي رحمه الله إلى عمر رضي الله عنه أنه قال ليعلى بن أمية " اصبب على رأسي . فقلت : أمير المؤمنين أعلم . فقال : والله ما يزيد الماء الشعر إلا شعثا ، فسمى الله ثم أفاض على رأسه "

ورواه مالك في الموطإ بمعناه . وفي الصحيحين ما يغني عن هذا وهو ما عن عبد الله بن حنين " أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما والمسور بن مخرمة اختلفا بالأبواء ، فقال ابن عباس : يغتسل المحرم ، وقال المسور : لا يغتسل ، فأرسله ابن عباس إلى أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه فوجده يغتسل بين القرنين وهو مستتر بثوب ، قال : فسلمت عليه فقال : من هذا ؟ قلت : أنا عبد الله بن حنين أرسلني إليك عبد الله بن عباس يسألك كيف { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل وهو محرم ؟ قال : فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأ حتى بدا لي رأسه ثم قال لإنسان يصب عليه : اصبب فصب على رأسه ، ثم حرك أبو أيوب رضي الله عنه رأسه بيديه ، فأقبل بهما وأدبر ثم قال هكذا رأيته صلى الله عليه وسلم يفعل } والإجماع على وجوب اغتسال المحرم من الجنابة ، ومن المستحب الاغتسال لدخول مكة مطلقا ، وإنما كره مالك رحمه الله أن يغيب رأسه في الماء لتوهم التغطية وقتل القمل ، فإن فعل أطعم .

ويجوز للمحرم أن يكتحل بما لا طيب فيه ويجبر الكسر ويعصبه وينزع الضرس ويختتن ويلبس الخاتم ، ويكره تعصيب رأسه ، ولو عصبه يوما أو ليلة فعليه صدقة ، ولا شيء عليه لو عصب غيره من بدنه لعلة أو لغير علة لكنه يكره بلا علة




الخدمات العلمية