الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : لا يصلي صلاة الخوف ركعتين إلا من كان في سفر ولا يصليها من هو في حضر ، قال : فإن كان خوف في حضر صلوا أربع ركعات على سنة صلاة الخوف ولم يقصروها .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : لا يصلي أهل السواحل صلاة الخوف ركعتين ، ولكن يصلونها أربعا مثل صلاة أهل الإسكندرية وعسقلان وتونس .

                                                                                                                                                                                      قلت لابن القاسم فإن كان الإمام مسافرا والقوم أهل حضر ليسوا بمسافرين أفيصلي بهم الإمام صلاة الخوف ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا أرى أن يصلي بهم صلاة الخوف ; لأنه وحده ، فإن جهل حتى صلى بهم صلى ركعة ثم يقوم فيثبت قائما وأتموا لأنفسهم ثلاث ركعات ، ثم تأتي الطائفة الأخرى فيصلون خلفه ركعة ثم يسلم ثم يقومون فيصلون لأنفسهم ثلاث ركعات .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن كان في القوم أهل حضر ومسافرون فوقع الخوف كيف يصلون ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أرى إن صلى بهم مسافر صلى بهم ركعة ثم يثبت قائما ، ثم يصلي من كان خلفه من المسافرين ركعة ثم يسلمون وينصرفون تجاه العدو ، ويصلي من كان خلفه من أهل الحضر ثلاث ركعات ثم ينصرفون إلى العدو ، ثم تأتي الطائفة الأخرى فيكبرون خلفه فيصلي بهم ركعة ثم يتشهد ويسلم ، فمن كان خلفه من المسافرين صلى ركعة وسلم ومن كان خلفه من أهل الحضر صلوا ثلاث ركعات ، وإن كان إمامهم من أهل الحضر صلى بكل طائفة منهم ركعتين كانوا مسافرين أو حضريين ، ثم يتشهد ويقوم فيثبت قائما ويتمون لأنفسهم ركعتين ، ثم جاءت الطائفة الأخرى فصفوا خلفه ثم يصلي بهم ركعتين ثم يتشهد ويسلم بهم ثم قاموا فأتموا لأنفسهم وهو قول مالك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية