الحديث الثاني :

259 262 - من حديث : حماد ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل يده .

التالي السابق

الشرح

وَهَذَا مُخْتَصَرٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ الَّذِي خَرَّجَهُ فِي أَوَّلٍ ( كِتَابِ الْغُسْلِ ) .

وَإِنَّمَا قَصَدَ الْإِشَارَةَ إِلَى ذِكْرِ طُرُقِ الْحَدِيثِ ; لِأَنَّهُ يَسْتَدِلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْجُنُبَ إِذَا اغْتَسَلَ بِالِاغْتِرَافِ مِنَ الْإِنَاءِ بَعْدَ نِيَّةِ الِاغْتِسَالِ فَلَا يُمْكِنُ حَمْلُهُ عَلَى أَنَّهُ غَسَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ مِنْ غَيْرِ إِفْرَاغٍ ; فَإِنَّهُ قَدْ خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ زَائِدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، وَلَفْظُهُ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ بَدَأَ ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِهِ لِلصَّلَاةِ .

وَقَدْ خَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ حَدِيثَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ هِشَامٍ ، الَّذِي اخْتَصَرَهُ الْبُخَارِيُّ هَاهُنَا ، وَلَفْظُهُ : يَبْدَأُ ، فَيُفْرِغُ عَلَى يَدَيْهِ .

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لَهُ : غَسَلَ يَدَيْهِ ، فَصَبَّ الْإِنَاءَ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى .

وهذا مختصر من حديث عائشة الذي خرجه في أول ( كتاب الغسل ) .

وإنما قصد الإشارة إلى ذكر طرق الحديث ; لأنه يستدل به على أن الجنب إذا اغتسل بالاغتراف من الإناء بعد نية الاغتسال فلا يمكن حمله على أنه غسل يده في الإناء من غير إفراغ ; فإنه قد خرجه مسلم من حديث زائدة ، عن هشام ، ولفظه : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة بدأ ، فغسل يديه قبل أن يدخل يده في الإناء ، ثم توضأ مثل وضوئه للصلاة .

وقد خرج أبو داود حديث حماد بن زيد ، عن هشام ، الذي اختصره البخاري هاهنا ، ولفظه : يبدأ ، فيفرغ على يديه .

وفي رواية أخرى له : غسل يديه ، فصب الإناء على يده اليمنى .