الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3670 365 - حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن سفيان ، حدثنا عبد الملك ، حدثنا عبد الله بن الحارث ، حدثنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم - : ما أغنيت عن عمك ، فإنه كان يحوطك ويغضب لك ، قال : هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن فيه بعض قصة أبي طالب ، ويحيى هو ابن سعيد القطان ، وسفيان هو الثوري ، وعبد الملك هو ابن عمير ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، وعباس عم جده .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه أيضا في الأدب عن موسى بن إسماعيل ، وأخرجه مسلم في الإيمان عن محمد بن أبي بكر ، وعبيد الله بن عمر ، ومحمد بن عبد الملك ، وعن محمد بن حاتم ، وعن أبي بكر بن أبي شيبة ، وعن محمد بن يحيى .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ما أغنيت عن عمك " أي : أي شيء دفعته عنه ، وماذا نفعته ؟ قوله : " يحوطك " من حاطه إذا صانه وحفظه وذب عنه ، وتوفر على مصالحه . قوله : " في ضحضاح " بفتح الضادين المعجمتين ، وسكون الحاء المهملة الأولى ، وهو قريب القعر ، وضحضح الشراب إذا دق ، ويقال : هو استعارة ; فإن الضحضاح من الماء ما يبلغ الكعب ، ويقال أيضا : لما قرب من الماء ، والمعنى أنه خفف عنه العذاب .

                                                                                                                                                                                  وروى البزار من حديث جابر قيل للنبي عليه السلام : هل نفعت أبا طالب ؟ قال : " أخرجته من النار إلى ضحضاح منها " . قوله : " في الدرك " بفتح الراء وسكونها ، وفيه التصريح بتفاوت عذاب أهل النار . فإن قلت : أعمال الكفرة هباء منثورا لا فائدة فيها . قلت : هذا النفع من بركة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخصائصه .

                                                                                                                                                                                  ( فإن قلت ) : روى ابن إسحاق من حديث ابن عباس أن أبا طالب لما تقارب منه الموت بعد أن عرض عليه النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - أن يقول لا إله إلا الله ، فأبى ، فنظر العباس إليه وهو يحرك شفتيه ، فأصغى إليه ، فقال : يا ابن أخي ، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها . ( قلت ) : في سنده من لم يسم ، ولو كان صحيحا لعارضه حديث الباب ; لأنه أصح منه فضلا ، عن أنه لم يصح .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية