الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3697 390 - حدثني زكرياء بن يحيى ، عن أبي أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أسماء رضي الله عنهما أنها حملت بعبد الله بن الزبير قالت : فخرجت وأنا متم ، فأتيت المدينة ، فنزلت بقباء ، فولدته بقباء ، ثم أتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعته في حجره ، ثم دعا بتمرة فمضغها ، ثم تفل في فيه ، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم حنكه بتمرة ، ثم دعا له ، وبرك عليه ، وكان أول مولود ولد في الإسلام .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للجزء الثاني للترجمة ، وهو قوله : " وأصحابه " : أي وهجرة أصحابه كما ذكرناه ، وزكريا بن يحيى بن صالح بن سليمان بن مطر اللؤلئي البلخي الحافظ الفقيه إمام مصنف في السنة ، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وهو من أفراده .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في العقيقة عن إسحاق بن منصور ، وأخرجه مسلم في الاستيذان ، عن أبي كريب ، وعن أبي بكر بن أبي شيبة ، وعن الحكم بن موسى .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أنها حملت بعبد الله " ، يعني في مكة . قوله : " فخرجت " : أي من مكة مهاجرة إلى المدينة . قوله : " وأنا متم " الواو فيه للحال ، ومعنى متم : أتممت مدة الحمل الغالب ، وهي تسعة أشهر . قوله : " فولدته بقباء ولم يكن هذا إلا بعد تحول النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - من قباء " . قوله : " ثم أتيت به " : أي بعبد الله وذلك بالمدينة . قوله : " في حجره " بفتح الحاء وكسرها .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ثم تفل " بفتح التاء المثناة من فوق وبالفاء . قوله : " في فيه " : أي في فمه . قوله : " حنكه " من حنكت الصبي إذا مضغت تمرا أو غيره ، ثم دلكته بحنكه . قوله : " وبرك عليه " : أي دعا له بالبركة : أي قال : بارك الله فيك ، أو اللهم بارك فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وكان أول مولود " : أي كان عبد الله بن الزبير أول مولود ولد في الإسلام : أي بالمدينة لا مطلقا ، وأما من ولد في غير المدينة من المهاجرين فقيل : عبد الله بن جعفر بالحبشة ، وأما من الأنصار بالمدينة فكان أول مولود ولد لهم بعد الهجرة مسلمة بن مخلد ، كما رواه ابن أبي شيبة ، وقيل : النعمان بن بشير .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية